موقف أوروبا يتغير نحو سياسة الإبادة الجماعية الصفرية لكن موقف بايدن لا يتزحزح
فبراير ۱۷، ۲۰۲٤في حوار مؤثر، تتحاور “جوي آن ريد”، الصحفية ومقدمة البرامج المشهورة، مع رولا جبريل، خبيرة السياسة الفلسطينية والأستاذة الزائرة في جامعة ميامي، حول الانقسام بين ما يقوله الرئيس بايدن علنًا وسرًا عن إسرائيل ورئيس الوزراء نتنياهو. ففي الأسابيع الأخيرة، رأينا بايدن يوجه اللوم لنتنياهو ويقول إن رد إسرائيل على هجمات حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر كان “مبالغًا فيه”، ومع ذلك، من حيث السياسة، لم تتغير الولايات المتحدة، ويستمر إرسال المساعدات العسكرية والمال إلى إسرائيل”.
تناقش “جبريل” و”ريد” التناقضات وكذلك السياسات المتغيرة لعدد كبير من الدول الأوروبية التي تغير سياساتها تجاه إسرائيل و وتنخرط في “سياسة الإبادة الجماعية الصفرية” على حد تعبير “جبريل”، حيث توقف بيع الأسلحة لإسرائيل وتطالب بـ وقف إطلاق النار.
لا تتردد “جبريل” في تسليط الضوء على التناقض الواضح بين الخطاب السياسي والعمل الملموس، ويدعو الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة.
شاهدوا هذا التقرير الكامل وشاركوه.
@rulajebreal
إذا كنتم تدافعون عن الحقيقة والعدالة، شاركوا هذا الفيديو لنشر المعرفة.
#FreeGaza #PalestineSolidarity #GazaGenocide #UNRWA #EndGenocide #Palestine #ICJJustice #ceasefirenow #FreePalestine #Interfaith #StandWithUs #Truth #Palestine #Gaza #Humanrights #إسرائيل #فلسطين #اسرا ئيل #غزة
النص العربي:
جوي آن ريد: لم يتغير كثيرًا الأمر فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه إسرائيل وغزة، حتى مع ارتفاع حصيلة الوفيات. لقد قُتل أكثر من 28 ألف شخصًا في غزة منذ بدء الحرب، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. ويوجد الآلاف في عداد المفقودين ويُفترض أنهم ماتوا. تنضم إليّ الآن رولا جبريل، خبيرة في السياسات الفلسطينية وأستاذة زائرة في جامعة “ميامي”. رولا، صديقتي، من الرائع رؤيتك. لنتحدث عن هذا الموضوع. يوجد تناقض الآن بين ما يقوله الرئيس “بايدن” بشكل فردي وبشكل علني، وأيضًا لم تتغير السياسة كثيرًا.
رولا جبريل: حسنًا، إذا قلت الأمور بشكل فردي وبعد ذلك بقيت سياستك غير عازمة على التغيير، فإن ذلك لا يعني شيئًا. أعني، انظري إلى إحباط رئيس الدبلوماسيين الأوروبيين، “بوريل”، الذي هو شخص معتدل جدًا واليوم جاء وقال إذا كنت حقًا تعتقد، مشيرًا إلى الرئيس “بايدن”، إذا كنت تعتقد أنهم يقتلون الكثير من الأشخاص، وأنهم يتجاوزون الحدود، إذًا عليك قطع المساعدة العسكرية ويجب عليك أن تتوقف عن تقديم المساعدات العسكرية. أعني، أن يقول “بوريل” شيئًا كهذا يعني أن الأوروبيين يغيّرون سياستهم. فهولندا وإسبانيا وبلجيكا، لا تُرسل الأسلحة. بدأنا نرى تحولًا في أوروبا حيث يقولون أننا نبتعد عن هذا النوع من السياسات، وإنهم غير راغبين في دعم “بنيامين نتنياهو” فيما يعتبرونه سياسات إبادة جماعية غير مُجدية، وهو يُعرض أمنهم الوطني للخطر، بالنسبة للأوروبيين، وبالنسبة للإسرائيليين أنفسهم وبالنسبة للأمريكيين.
جوي آن ريد: وكما تعلمين، السبب الظاهري لهذا هو إعادة أعتقد حوالى 130 رهينة متبقية. ولكن المعدل، كما تعلمين، هو إطلاق سراح رهينتين مقابل 60 مُحتجزًا فلسطينيًا. ولكن الموضوع أكبر من ذلك بكثير لأنهم مفقودون وقد قُتلوا. وانتشرت خلال نهاية الأسبوع، قصة الفتاة الصغيرة هند، فتاة جميلة تبلغ من العمر ست سنوات. انتشرت مكالمة لها وهي تستنجد الهلال الأحمر الفلسطيني في جميع أنحاء العالم. هذه هي القصص التي نتحدث عنها. لقد عُثر على جثتها ووُجدت ميتة في السيارة التي كانت تهرب فيها وهي تحاول الوصول إلى مكان آمن. هذه هي القصص التي يشاهدها الناس، وهذا هو ما يؤثر في الموقف تجاه الحرب.
رولا جبريل: قُتل 12 ألف طفل خلال أربعة أشهر. ونحن نعلم أن الأطفال يموتون الآن بينما نتحدث بسبب الجوع، واستخدام الجوع كسلاح في الحرب هو غير قانوني. فقصة هند هي قصة كثيرين. لكننا سمعنا هند تتوسل للرحمة، تتوسل للمساعدة في مكالمة هاتفية. و “جوي” أنت تتحدثين عن الرهائن، لكن في نهاية المطاف تمكنوا من تحرير رهينتين فقط بينما ماتوا 30 بواسطة القصف الإسرائيلي. والمرة الوحيدة التي نجحوا فيها بإطلاق سراح رهائن كانت عن طريق التفاوض. لا يوجد حلا عسكريًا لهذا الصراع. لا يوجد إلا حلًا دبلوماسيًا. وما يقوم به نتنياهو، هو أنه يتفاخر بأنه يتصارع مع “بايدن” لأنه يستفيد من ذلك سياسيًا، ولكنه يوسع الحرب إلى الضفة الغربية. في حين أن جميع الأعين تتجه إلى غزة، وإلى رفح، إلى هجوم ومذبحة رفح، ولكن ما يحدث في الضفة الغربية الليلة، لقد حرقوا قرية حوارة، قرية بأكملها، القرية التي كان وزير المالية (الإسرائيلي) يدعو إلى محوها. ونرى في القدس، في القدس الشرقية، في حيي وتحت منزلي، مئات من المستوطنين اليهود المتطرفين يهتفون قائلين: “اقتلوا كل العرب”. للأسف، إذا لم تتدخل الولايات المتحدة لوقف هذا القتل الجماعي للفلسطينيين، وما يعتبره العالم سياسة “بيبي نتنياهو” للإبادة الجماعية للفلسطينيين، فإن لدى الرئيس “بايدن” مسؤولية حمايتهم وهو لا يقوم بأي شيء، بل يبدو أنه غير عازم أو غير قادر على القيام بأي شيء. أعني، اليوم أجرى محادثة في البيت الأبيض مع بعض الأشخاص من المنطقة. والشيء الوحيد الذي كان يركز عليه مع هؤلاء الأشخاص هو انتظار ورؤية ما سيحدث وربما على أساسها تقرير مسار المبادرات الإنسانية. ولكن بحلول وقت انتهاء الحرب، أعتقد أن سيتضاءل عدد السكان، كما توقعت إسرائيل، وسيبقى الناس، لكن لن تبقى غزة. لا تسمح الظروف بالعيش هناك بعد الآن ورفح هي آخر محطة، آخر مكان. وإذا كنت لا ترغب في حماية المدنيين، فكما تعلمين بعد رواندا، طوّرت الولايات المتحدة هذا المبدأ.
جوي أن ريد: نعم.
رولا جبريل: مسؤوليتنا حمايتهم…فالولايات المتحدة مُلزمة بحماية المدنيين. وإذا كان غير راغب في القيام بذلك، أخشى أن يفتح هذا الباب ليس فقط أمام “نتنياهو” لمحو الفلسطينيين، بل لتحقيق فوز لـ “ترامب” هنا، وليفتح الباب لـ”بوتين” ليأخذ ليس فقط أوكرانيا وإنما أيضًا أوروبا.
جوي آن ريد: وهذه الصورة الأوسع، صحيح. والشيء الآخر الذي ترينه الآن هو التشجيع. وقد أبطأت المحكمة الدولية الجنائية، أعتقد الناس للحظة، لكن بعد رؤية هذه اللقطات هنا. يحاصر المتظاهرون فعلًا وصول المساعدات إلى غزة ويتجمعون بالقرب من الحدود مع مصر ويقولون إننا لن نسمح بدخول أي طعام.
رولا جبريل: المستوطنون لا يحاصرون المساعدات فقط، بل هم الآن يهتفون في كل مدينة، بما في ذلك داخل إسرائيل، “اقتلوا جميع الفلسطينيين، اقتلوا العرب، وأبيدوهم”. أعني، لم أرَ في حياتي جنودًا يصوّرون أنفسهم وهم يرتكبون جرائم حرب. نحن نعيش في حالة حيث لا يقوم الفلسطينيون فقط ببث الوحشية التي يتعرضوا لها، بل نرى فعلًا جنود إسرائيليين يتفاخرون بها على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الفعل نتيجة شيئًا واحدًا فقط، نقص المحاسبة وشعور الإفلات من العقاب، ولكن فوق كل شيء، الدعم غير المشروط وغياب المراقبة الإعلامية بهذه السياسات، ولهذا يشعرون بالشجاعة.
جوي آن ريد: رولا جبريل شكرًا لك، خبيرة في منطقة الشرق الأوسط. وأنا أحترم رأيك دائمًا، شكرًا جزيلًا.