تحليل عميق: هل تستخدم إسرائيل قرار الأمم المتحدة رقم 1701 لغزو لبنان؟
مايو ۵، ۲۰۲٤هل تشكل إسرائيل التهديد الأكبر للسلام والأمن العالميين؟
يستكشف هذا التحليل المتعمق ما إذا كانت إسرائيل تستخدم قرار مجلس الأمن رقم 1701 كسلاح كذريعة لغزو لبنان، وبذلك تجر أمريكا وحلفائها إلى حرب عالمية ضد إيران وروسيا وربما الصين. ولهذا السبب أمضى الدبلوماسيون والسياسيون في جميع أنحاء العالم الأشهر الستة الماضية يتنقلون ذهابًا وإيابًا بين تل أبيب وبيروت وأوروبا والولايات المتحدة في محاولة لتجنب حريق عالمي.
إنني أتساءل عن مدى صحة ادعاءات إسرائيل وأدقق في السبب وراء رغبة إسرائيل الحقيقية في خوض الحرب مع حزب الله وما إذا كان بإمكانها الفوز بالفعل.
لقد صدر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 في 11 آب/أغسطس 2006 لإنهاء الحرب الإسرائيلية اللبنانية الثانية.
ونص هذا القرار على ما يلي:
(1) الوقف الكامل للأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله
(2) انتشار قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان
(3) انسحاب موازٍ للقوات الإسرائيلية إلى داخل إسرائيل وإلى ما وراء الخط الأزرق
(4) تعزيز قوة الأمم المتحدة (اليونيفيل) لتسهيل دخول القوات اللبنانية إلى المنطقة
(5) إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين الخط الأزرق ونهر الليطاني مما سيجبر حزب الله على التراجع إلى ما وراء نهر الليطاني.
شاهدوا هذا التقرير كاملًا لفهم سياق القرار 1701 وكيف تستخدمه إسرائيل كسلاح اليوم لتحقيق أهدافها التوسعية المتمثلة في إنشاء “إسرائيل الكبرى”.
إذا كنتم تدافعون عن الحقيقة والعدالة، شاركوا هذا الفيديو لنشر المعرفة.
#lebanon #2ndlebanonwar #FreeGaza #PalestineSolidarity #GazaGenocide #UNRWA #EndGenocide #Palestine #ICJJustice #ceasefirenow #FreePalestine #Interfaith #StandWithUs #Truth #Palestine #Gaza #Humanrights # Israel #فلسطين #اسرائیل #غزة
النص العربي:
ديزي جدعون: هناك تهديد هائل للسلام والأمن العالميين الآن وهذا إذا قررت إسرائيل غزو لبنان لتدمير حزب الله. ولديها لاعبون محليون وإقليميون وعالميون قلقون للغاية. لماذا؟ لأنها ستُجبر الولايات المتحدة وحلفائها، كما خصومها، روسيا والصين، وكذلك إيران، على خوض حرب عالمية. وهذه ليست اعتبارات افتراضية، بل في الواقع، تخبرنا إسرائيل ومنذ أشهر أنها قادمة إلى لبنان. ففي كانون الثاني/ يناير، قال وزير الدفاع الإسرائيلي “يوآف غالانت” إنه حتى لو توقف حزب الله عن إطلاق الصواريخ من جانبه، فإن إسرائيل لن توقف إطلاق النار حتى تضمن العودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم، وذلك من خلال ” الطرق العسكرية”، ما يُفشل الجهود الدبلوماسية. فـ”الطرق العسكرية” التي أشار إليها “غالانت”، أصبحت علنية في الثامن من آذار/ مارس، كما هو ظاهرٌ في هذا المقال الذي نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية. وعندما حددت إسرائيل يوم الخامس عشر من آذار/ مارس موعدًا نهائيًا للحل الدبلوماسي للاشتباكات المستمرة بين جيشها وميليشيا “حزب الله” اللبنانية، المدعومة من إيران، والتي تتبادل إطلاق النار عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر. فإذا فشل الحل الدبلوماسي، وفشل فعلًا، قالت إسرائيل إنها ستشن حربًا واسعة النطاق ضد لبنان. حسنًا، لقد جاء يوم الخامس عشر من آذار/ مارس وذهب، لكن التهديد بالغزو الإسرائيلي مستمر. يبدو أنه لا أحد يريد أن يتوسع الصراع في لبنان وذلك مع إرسال الإدارة الأمريكية مبعوثها، آموس هوكشتاين، ووزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، في مهام متعددة إلى بيروت وتل أبيب لتجنب الصراع، كما فعل الفرنسيون والاتحاد الأوروبي. وبصفتي شخصًا يعيش في بيروت ويراقب هذا الصراع عن كثب على أساسٍ يومي، فإن القول بأنني أجد أن الوضع مقلق للغاية سيكون بمثابة إستهانة، لا سيما بعد مشاهدة وحشية إسرائيل اللاإنسانية في غزة. فلقد شاهدت وطئتها بنفسي على مواطني لبنان وتأثرت فعليًا مع مغادرة ما يصل إلى مئة ألف شخص البلاد. إن الاقتصاد يتدهور مع إلغاء آلاف الحجوزات، فلذلك من مصلحتي ومن مصلحة جميع اللبنانيين دون شك، ولكن من مصلحة العالم أيضًا، أن نفهم سبب رغبة إسرائيل في خوض حرب مع جارتها الشمالية؟ والآن دعونا ننتقل إلى ثلاثة أسئلة رئيسية أثارها هذا اللغز. أولاً، الأسباب القانونية التي تدعي إسرائيل أنها تحظى عليها لغزو لبنان. ثانيًا، ماذا يوجد فيه لإسرائيل أو لهذا النظام الإسرائيلي؟ وثالثا، هل يمكن لإسرائيل أن تكسب حربًا ضد حزب الله؟ حسنًا، أولاً، دعونا نلقي نظرة على أسباب الحرب التي يدعي القادة الإسرائيليون أنها تبرر هجومًا واسع النطاق على حدودها الشمالية. فإن أكبر مشكلة في إسرائيل هي الإجلاء القسري لما يصل إلى سبعين ألفِ مستوطن من البلدات عند الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث كان حزب الله يلقي بصواريخه ومسيراته. وتضاعف الضغط من الجماعات الاستيطانية للعودة إلى منازلهم، حيث يدفع الكثيرون الحكومة الإسرائيلية لغزو لبنان وتدمير حزب الله. حتى الآن، بلغ عدد قتلى هجمات حزب الله في إسرائيل تسعةُ مدنيين و أحد عشر جنديًا. بينما على الجانب اللبناني، قتلت الهجمات الإسرائيلية حوالي مئتين وأربعين جنديًا من حزب الله و أربعين مدنيًا، مع ارتفاع هذا العدد بسرعة تزامنًا مع الهجمات الأخيرة. وفي الأسبوع الماضي، أجرت الأمم المتحدة مناقشات حول الصراع المتزايد بين إسرائيل وحزب الله، بعد تقرير قدمته اليونيفيل، يُفيد بأنها رصدت تسعةَ آلاف قذيفة هبطت في المناطق التي تسيطر عليها. استمعوا إلى هذا، فبسبب هجمات حزب الله، تدعي إسرائيل أنها تحظى بدعم الأمم المتحدة للغزو، كما هو موضح في قرار الأمم المتحدة 1701. وهي تستمر في الاقتباس من القرار1701 وكأن هذا القرار يمنح إسرائيل بطريقة ما الإذن بتدمير لبنان وترهيب مدنييه. دعونا نلقي نظرة على ما ينص عليه قرار الأمم المتحدة 1701 على وجه التحديد. فقد مُرِرَ القرار 1701 من قبل مجلس الأمن الدولي في الحادي عشر من آب/ أغسطس من العام 2006، وبعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله. فبدأت حرب لبنان الثانية في الثاني عشر من تموز/يوليو 2006، بعد أن أسر مقاتلو حزب الله جنديين إسرائيليين على الحدود مع إسرائيل. وكان الاختطاف لمنح حزب الله نفوذاً، للتفاوض على إطلاق سراح مئات السجناء اللبنانيين الذين احتجزتهم إسرائيل. وبعضهم لعقود، على غرار عملية احتجاز الرهائن التي قامت بها حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، للإفراج عن الآلاف من مواطنيها المحتجزين في السجون الإسرائيلية. وبدلًا من إفتتاح المفاوضات، شنت إسرائيل عملية عسكرية انتقامية عنيفة استهدفت البلاد برُمتها، ودمرت بنى تحتية مدنية بمليارات الدولارات، بما في ذلك طرق وجسور ومرافق ومطار، على إمتداد جغرافية البلاد ومن ثم شرعت في غزو لبنان. قتلت حرب “الأربعة والثلاثين يومًا” ألفًا وثلاثمئة لبناني، معظمهم من المدنيين، و مئةً وخمسًا وستين إسرائيليًا. وانتهت بعد إدانة عالمية لإسرائيل لردها غير المتناسب، وإقرار مجلس الأمن الدولي للقرار 1701. لكن الأهم من ذلك، إنتهت بعد مكالمة هاتفية صارمة أجراها الرئيس “جورج بوش الإبن” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “إيهود أولمرت”، حيث هدد بوش بوقف الدعم المالي لإسرائيل والإمداد بالأسلحة العسكرية إذا لم ينته الهجوم. يُزعم أن حرب 2006 انتهت بعد دقائق من إجراء بوش الإبن لتلك المكالمة الهاتفية. بالإضافة إلى ذلك، ان هذه هي السلطة التي يتمتع بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على القادة الإسرائيليين. فيتساءل المرء لماذا لا يستطيع الرئيس بايدن التقاط الهاتف وإجراء نفس المحادثة مع نتنياهو الآن لإنهاء الحصار على غزة. إنه أمر مريب ويثير تساؤلات حول ولاءات بايدن لبلاده أمريكا وشعبه مقابل ولائه لإسرائيل. على أي حال، وبالعودة إلى الحرب الوشيكة على لبنان، فإن حرب العام 2006 إنتهت مع القرار 1701، القرار الذي دعا إلى إنهاء الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، والأهم من ذلك، نزع سلاح الجماعات المسلحة داخل لبنان، بما في ذلك حزب الله. لكن بالإضافة إلى ذلك، دعا القرار إلى منطقة خالية من وجود لحزب الله جنوبي نهر الليطاني، وهذا هو نطاق الصراع اليوم. فالحكومة الإسرائيلية مصرة على انسحاب حزب الله حتى حدود “الليطاني”، قائلة إنه يهدد أمنهم، ولهذا السبب، تدعي أن لها ما يُبَرر في غزوها لبنان. غير أن إسرائيل انتهكت مرارًا وتكرارًا، في الواقع، خمسةٍ وثلاثين ألف مرةٍ على الأقل أحكام القرار 1701. ما تسمعونه صحيح، خمسةٍ وثلاثين ألف مرةٍ. ويشير البيان الصادر عن رئيس الوزراء اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، إلى وقوع أكثر من خمسةٍ وثلاثين ألف خرقٍ من قبل الجيش الإسرائيلي، ينتهك فيها سيادة لبنان الجوية والبرية والبحرية. ولا، هذا ليس فقط منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. ففي تقرير سابق لليونيفيل نُشر في عام 2019، سلط الضوء على أن هذه الانتهاكات تحدث يوميًا وأفادوا بوقوع ما يعادل ستٍ وتسعين مخالفة ونصف مخالفة جوية شهريًا. تزامنًا مع التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “أكرر إدانتي لجميع الانتهاكات للسيادة اللبنانية ودعوتي إسرائيل إلى وقف انتهاكاتها للمجال الجوي اللبناني وسحب قواتها من شمال منطقة “الغجر” والمنطقة المتاخمة شمالي الخط الأزرق. لذا، فإن ادعاء إسرائيل أن لديها قضية عادلة بموجب القرار 1701، لغزو لبنان هو أمر كاذب وغير دقيق. فليس حزب الله وحده من ينتهك القرار 1701، ولكن بشكل أعمق، فإن عشرات آلاف الانتهاكات سجلتها إسرائيل للقرار منذ قرابة عقدين من الزمن، ولا زالت تتفاقم ويجب إدانتها ووقفها عن التسلح. وبالتالي لا أساس لإدعاءات إسرائيل بشأن القرار 1701، لغزو لبنان ودفع حزب الله إلى الوراء. أجل. وبالإضافة إلى ذلك، ففي انتهاك مباشر للقرار 1701، تواصل إسرائيل احتلال الأراضي اللبنانية ومنطقة “مزارع شبعا” التي استولت عليها في حرب عام 2006، وكذلك هضبة الجولان من سوريا. ومجرد خرق آخر لا أحد يحاسب إسرائيل عليه. فيمكن تلخيص النقطتين التاليتين بسرعة. ماذا يوجد فيه لإسرائيل أو لهذا النظام الإسرائيلي؟ وهل يمكن لإسرائيل أن تكسب حربًا ضد حزب الله؟ ففي النقطة الثانية، ماذا بداخله لإسرائيل؟ حسنًا، أولاً، هناك ميزة سياسية لنتنياهو ونظامه المسياني اليميني المتطرف. يعلم الجميع أنه إذا انتهت الحرب في غزة، فسيكون نتنياهو وحكومته خارج مناصبهم، كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ذلك وعدد لا يحصى من الخبراء الدوليين. لذلك، إذا أُجبر على إنهاء الحرب في غزة، ويبدو أن هذا أكثر ترشيحًا لأن الرأي العالمي ضده بشدة، فهو يعلم أنه سيرحل. وهو ما يقودني إلى نقطتي الأخيرة حول ما إذا كان بإمكان إسرائيل الفوز في حرب مع حزب الله؟ ومن يدفع للحرب بين هذين اللاعبين؟ بينما نتفق جميعًا على أنه يجب نزع سلاح حزب الله ويجب أن يكون الجيش اللبناني القوة العسكرية الوحيدة في لبنان المسموح لها بحمل السلاح والدفاع عن الأراضي اللبنانية، غير أن هذا ليس مطروحًا للنقاش الآن. ففي مقال نُشر مؤخرًا في مجلة “بريكينغ ديفانس” الأميركية، قال العميد المتقاعد في الجيش اللبناني ناجي ملاعب: “حزب الله مستعد لصراع أكبر، لكنه لا يريده. بينما تريد إسرائيل صراعًا أكبر، لكنها ليست مستعدة للقتال على جبهتين “. فحتى مسؤولي المخابرات الأمريكية وخلال جلسات الاستماع الأخيرة للجنة مجلس الشيوخ اعترفوا بأن كلاً من إيران وحزب الله لا يريدان حربًا، لكن إسرائيل كانت تحرض عليها. وأثيرت كما ونوقشت التساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل ستنتصر على حزب الله. ولا أحد يعتقد أن إسرائيل يمكن أن تهزم حزب الله فلقد فشلت ضده في عام 2006، وكان أمام حزب الله أكثر من ثمانية عشر عامًا لبناء قوة أقوى وأكثر تطوراً لمحاربة إسرائيل إذا غزت لبنان. شيء وحيد واضح جدًا، ستُلحق إسرائيل أضرارًا لا توصف بلبنان من خلال الضربات الجوية، حتى أكثر مما فعلت في عام 2006، وسيرد حزب الله عليها ولديه صواريخ يمكن أن تصل إلى تل أبيب. سيُقتل الآلاف من المدنيين ويصابون، فلا شك في ذلك لكن في نهاية المطاف، لن تنتصر إسرائيل. ولن ينتصر أحد بوقوع صراع أوسع في لبنان، ولهذا السبب يحاول الجميع تجنب ذلك حتى حزب الله وإيران. لكن يبدو أن إسرائيل عازمة على المزيد من الموت والدمار وزعزعة استقرار العالم. فإسرائيل هي أكبر تهديد للسلم والأمن الدوليين، ولهذا السبب يجب وقفها عما ترتكبه.