لبنان في حالة تأهب قصوى! بعد الهجوم الإسرائيلي الذي قتل ثلاث فتيات وجدتهنّ
نوفمبر ٦، ۲۰۲۳
عاد لبنان إلى حالة التأهب القصوى بعد الهجوم غير المبرر على مركبة مدنية تقل خمس نساء، من بينهن ثلاث فتيات دون سن 14 عامًا، وقد استهدفت مسيّرة إسرائيلية والدتهنّ وجدتهنّ مما أسفر عن مقتل أربعة من ركابها.
بعد خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الجمعة، والذي هدأ التوترات حيث كان اللّبنانيون والناس في جميع أنحاء العالم ينتظرون بفارغ الصبر ما سيقوله بعد كسر صمته الذي دام شهرًا بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، شعر اللبنانيون بالارتياح لأن إيران وحزب الله لم يكونا عازمين على جر لبنان إلى صراع إقليمي آخر لا يمكن أن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والخراب للبلد المنهك بالفعل، والذي يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخ العالم.
ولكن يبدو أن الهجوم المروع الذي وقع الليلة الماضية قد وقع بالقرب من منازلهم، حيث شعر الناس بالغضب والصدمة من استهداف إسرائيل الصارخ للمدنيين، في انتهاك لقوانين الحرب والقانون الإنساني والقانون الدولي. وأدان القادة السياسيون اللبنانيون، بمن فيهم رئيس الوزراء ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، إسرائيل وناقشوا القضية في مجلس الأمن الدولي.
ومع ذلك، هل سيكون هذا كافيًا لتهدئة الغضب والإحباط المتزايدين بين حزب الله وشعب جنوب لبنان الذين نزحوا للمرة العاشرة خلال العقود الأربعة إلى الخمسة الماضية نتيجة للقصف والغزوات والهجمات المتواصلة التي تشنها الطائرات المقاتلة والقوات البرية الإسرائيلية عبر الحدود الجنوبية للبنان، أحيانًا انتقامًا من حزب الله، ولكن في معظم الأحيان من دون سبب.
ومن المسلم به أن المناوشات عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل بدأت في الثامن من أكتوبر بعد أن شنت ميليشيا حماس هجومًا مروعًا على إسرائيل من غزة مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 معظمهم من المدنيين الإسرائيليين، وهو ما أدانه لبنان والعالم، لكن رد إسرائيل غير المتناسب والإبادة الجماعية التي ارتكبتها لحوالي 10 آلاف فلسطيني المدنيين، مما أدّى إلى إصابة ما يزيد عن 40 ألف شخصًا وتشريد ما يقرب من مليوني نسمة من سكان غزة خلال ما يزيد قليلًا عن أربعة أسابيع، مما أثار غضب العالم واستقطابه.
النص العربي:
دايزي: شهدت الأمس أسوأ ليلة من الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله منذ بدء حرب السابع من تشرين الأول بين إسرائيل وحماس.
بينما تنفس لبنان الصعداء يوم الجمعة بعد أن أعلن أمين عام حزب الله حسن نصر الله، في خطابه العالمي الذي طال انتظاره، بوضوح أن حزب الله لن ينجر إلى الصراع ما لم تنتهك إسرائيل أمن لبنان وحدوده بشكل أكثر خطورة، فهجوم ليلة الماضية على سيارة مدنية، أعاد لبنان واللبنانيين إلى حالة من ضيق التنفس.
واستهدفت سيارة مدنية غافلة تقل أربع فتيات تحت سن الـ14 عامًا وجدتّهن ودمّرتها طائرة إسرائيلية بدون طيار مدعيّة أن السيارة كانت تقل إرهابيين. لقد نجت فتاة مراهقة واحدة فقط، ولقيت الأخريات حتفهنّ في الهجوم غير المبرر الذي شنته قوات الدفاع الإسرائيلية.
سمير أيوب، صحفي وشقيق الجدة التي قُتلت في الهجوم، والذي كان يقود سيارة أمامهم، أُصيب بصدمة شديدة بسبب عمليات القتل.
وأدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الهجوم ووصفه بأنه “جريمة بشعة ارتكبها العدو الإسرائيلي”.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إنه سيطرح الأمر على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم.
دايزي: وبعد وقت قصير من الحادث الذي وقع ليلة الأحد، رد حزب الله بإطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا على بلدة كريات شمونة شمال إسرائيل.
ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري أن الجيش الإسرائيلي هاجم أهدافًا لحزب الله في الشمال ردًا على هجوم صاروخي مضاد للدبابات أدى إلى مقتل مدني إسرائيلي، لكنه فشل في تقديم أي دليل على مقتل المدني.
وفي وقت سابق الأحد، أصيب أربعة مسعفين لبنانيين بجروح في قصف إسرائيلي في جنوب لبنان استهدف سيارتي إسعاف تابعتين لجمعية كشافة الرسالة.
ووقعت هذه المواجهات فجرًا عندما تم استدعيت سيارتي الإسعاف لإجلاء الجرحى في قرية طير حرفا، على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.
وادعى الجيش الإسرائيلي مجددًا أنه كان يستهدف “خلية إرهابية حاولت إطلاق النار من لبنان باتجاه منطقة رأس الناقورة في شمال إسرائيل”، ولكن لم يُقدّم أي دليل.
والحديث في بيروت بين المحللين والمراقبين هو أن إسرائيل تحاول حث حزب الله على الانضمام إلى الصراع بطريقة أكثر قوة حتى يكون لديه ذريعة لتوجيه ضربات ثقيلة ضد لبنان مماثلة لتلك التي شوهدت في غزة.