هل كانت إسرائيل وراء الهجوم الإلكتروني في مطار بيروت؟
يناير ۸، ۲۰۲٤“حتى الآن لم يتحمل أحد مسؤولية الهجوم الالكتروني على مطار بيروت ليلة الأحد، والذي شهد اختراق الشاشات في جميع أنحاء المطار ورسالة، يُزعم أنها من قبل المجموعة المسيحية المتطرفة “جنود الرب”، التي نفت على الفور أي علاقة لها بالهجوم.
نظريتي هي أن إسرائيل كانت من خلال وحدة جيش الدفاع الإسرائيلي المتطورة 8200، وهي وحدة فيلق الاستخبارات الإسرائيلية التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية مسؤولة عن العمليات السرية، وجمع معلومات الإشارات الاستخبارية (SIGINT) وفك التشفير، والاستخبارات المضادة، والاستخبارات الإلكترونية، والاستخبارات العسكرية، والمراقبة.
وفي محاولة لتحريض الأخ على أخيه في لبنان وخلق اضطرابات وحرب داخلية، أعتقد أن إسرائيل استخدمت وحدتها 8200 لنشر رسالة تهدد حزب الله وتدعي أنها مسؤولة عن تدمير مرفأ بيروت وأنها تحاول تدمير المطار.
وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن الطائرات الإسرائيلية قصفت مرفأ بيروت، إلا أن من غير المنطقي أن يقوم حزب الله بتدمير هذه البنى التحتية الحيوية، نظرًا للإيرادات الكبيرة التي يجنيها من الضرائب، مما يساهم في الأزمة الاقتصادية في لبنان.
وبالعودة إلى عملية القرصنة، كانت لهجة وصياغة الرسالة التي نُشرت في المطار هي التي صدمتني لأنها بدت مشابهة بشكل مثير للريبة للرسائل التي أمطرها الجيش الإسرائيلي على شمال غزة وجنوب لبنان والتي تطلب منهم الفرار وإلقاء اللوم على الهجوم القادم على حماس وحزب الله.
شاهدوا التقرير الكامل.
إسرائيل هي جني مجنون خرج من قمقمه يوم الثامن من تشرين الأول/أكتوبر بعد أن اندفع زعماء العالم إلى جانب نتنياهو وأعطوه الضوء الأخضر لمهاجمة غزة، وهم الآن لا يعرفون كيف يعيدونه إلى القمقم! إن قصر النظر أو بالأحرى الإكراه من جانب الدول الإمبريالية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، فضلًا عن الاتحاد الأوروبي والكثير من الدول الأخرى، هو المسؤول عن الفظائع التي ترتكبها دولة إسرائيل، ويأمل المرء أن تُعقد جلسة استماع يوم الخميس في المحكمة الدولية. محكمة العدل يمكن أن تضع حدًا للمذبحة!
تعود حقوق الفيديو لـ: @policy.pen @frhtmaysaa @MansouriehElMatn
:النص العربي
دايزي: تعرضت بيروت للقصف مرة أخرى الليلة الماضية، ولكن هذه المرة ليس بصاروخ إسرائيلي، بل بهجوم إلكتروني مروع. اختُرقت الشاشات في مطار بيروت لساعات خلال وقت الذروة ليلة الأحد، وبدلًا من عرض معلومات الوصول والمغادرة، عرضوا رسالة صيغت بطريقة تجعلها تبدو وكأنها قامت بها مجموعة مسيحية متطرفة تُدعى “جنود الرب”.
إلا أن قادة جنود الرب نشروا فورًا بيانًا مصورًا ينفون أي تورط لهم في الاختراق، ويذكرون أن يوجد من يحاول إثارة التوتر بين الأشقاء اللبنانيين. سأخاطر هنا وأصرح بوضوح أنني أعتقد أن الهجوم الالكتروني لم ينفذه سوى مجموعة المخابرات الإسرائيلية وحدة 8200، الذين تُعتبر من بين أكبر ثلاثة قراصنة ومجرمين إلكترونيين في العالم.
صدقوني أو لا تصدقوا، لكنني أقوم بهذه الادعاءات لأنني بعد دراسة صياغة الرسالة المنشورة على شاشات المطار، وجدت أنها تبدو، بشكل مثير للريبة، مشابهة جدًا للمنشورات التي تساقطت فوق شمال غزة والتي تطلب من الناس الفرار من منازلهم إلى الجنوب وكذلك المنشورات التي أسقطتها إسرائيل فوق جنوب لبنان خلال الشهرين الماضيين.
تضمّنت الرسالة الموجودة على لوحات المطار الكلمات التالية: “باسم الرب والشعب”، وهي جملة يستخدمها عادةً جنود الرب بمحاولة لاتهامهم. الرسالة أضافت أن “مطار رفيق الحريري ليس مطار حزب الله وإيران. يا حزب الله لن نحارب نيابةً عن أحد، دمرتم مرفأنا والآن تريدون تدمير مطارنا.
نرى هنا أن الرسالة تحاول تقسيم شعب لبنان وإلقاء اللوم على حزب الله على جميع الهجمات التي ترتكبها إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر وكذلك انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس الذي يعتقد الرأي العام في الواقع أن إسرائيل هي التي قصفت مرفأ بيروت بعد الكشف عن المزيد والمزيد من روايات شهود العيان التي ذكرت بوضوح أنهم سمعوا ورأوا طائرات مقاتلة إسرائيلية فوقها قبل ثوان من الانفجار الثاني الذي دمر مرفأ بيروت.
دعونا لا نتعمق أكثر في هذا الأمر الآن، فأنا أقوم بإعداد تقرير أكثر تفصيلًا حول هذا الموضوع. دعونا نركز الآن على الهجوم الإلكتروني على مطار بيروت ونرى كيف تحاول إسرائيل استخدام قاعدة “فرق تسدّ” القديمة لقلب اللبنانيين ضد اللبنانيين وخلق الفوضى والحرب بين المواطنين. كما هو مذكور أعلاه، لم تقع جنود الرب في فخ التكتيكات الإسرائيلية، وكذلك حزب الله الذي لا يعتقد أن أي طرف داخل لبنان مسؤول عن الهجوم الالكتروني. لكن التوقيت والصياغة يبدوان مريبين للغاية، أليس كذلك؟ حسنًا، يصبح الأمر مألوفًا أكثر عندما تقرأ نص المنشورات التي أسقطت فوق جنوب لبنان. وجاء في الرسالة:
“إلى سكان جنوب لبنان،
عمليات منظمة حزب الله الإرهابية تدفع الجيش الإسرائيلي إلى العمل ضدها في مناطق سكنكم. من أجل سلامتكم عليكم إخلاء بيوتكم فورًا والتوجه إلى المناطق الآمنة شمال لبنان. دعونا نتوقف عند هذا الحد. وهذه تقريبًا، حرفيًا، نفس الكلمات المستخدمة لإجبار الفلسطينيين في شمال غزة على الفرار إلى الجنوب. إنهم يطلبون من اللبنانيين الفرار إلى الشمال. بالنسبة للفلسطينيين، اللوم يقع على حماس، وبالنسبة للبنانيين، اللوم يقع على حزب الله
وتابع البيان: جيش الدفاع غير معني أن يضركم أو يضر أحد من أفراد عائلتكم، كل من يتواجد بالقرب من مخربي حزب الله أو بالقرب من منشآتهم سيعرّض حياته للخطر. البيت الي يُستخدم على يد المنظمات الإرهابية سوف يتم استهدافه.
والآن أصبحت أوجه التشابه واضحة بالنسبة لي. إسرائيل تحاول تعفي نفسها من أي مسؤولية وتلقي اللوم على حزب الله والشعب. أيها الناس، تذكّروا أن الذين لا علاقة لهم بحزب الله، لقد قُتل أكثر من 20 مدنيًا لبنانيًا في هجمات شنتها إسرائيل على السيارات والمنازل الخاصة والكنائس والطرق، بالإضافة إلى مواقع حزب الله، لكن الغالبية العظمى من الهجمات بما في ذلك تلك التي وقعت خلال نهاية الأسبوع استهدفت أهدافًا لا علاقة لها بحزب الله.
لقد رأينا الضربة العسكرية الدقيقة على منزل نائب قائد حماس صالح العاروري الأسبوع الماضي. نحن نعلم إذا كانت تريد، يمكن أن تكون إسرائيل دقيقة، ولكن كما شهدنا في غزة ولبنان، فإن إسرائيل ليس لديها أي نية للحد من الأضرار، كما صرح مسؤولوها مرارًا وتكرارًا، فهم مصممون على إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر، ويبدو أن ومن الواضح جدًا الآن أنها وضعت لبنان بوضوح في مرمى أنظارها.
وقد أعلن أحد مسؤوليها أمس أن على إسرائيل أن تعيد احتلال لبنان لخمسين سنة أخرى. لقد سمعنا جنودًا وشخصيات دينية يقولون إن لبنان هو التالي ويريدون الاستيلاء على لبنان وسوريا والأردن ودول عربية أخرى. وما بدأ زعماء العالم يدركونه للتو هو أنهم من خلال تغاضيهم ودعمهم لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس بعد الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، فقد أخرجوا المارد من القمقم، وهم الآن يناضلون من أجل إعادته إلى داخله.
نأت أمريكا أمس عبر أنطوني بلينكن بنفسها عن تصريحات إسرائيل بشأن نقل 2.3 مليون فلسطيني إلى دول أخرى، وكانت تبحث عن دول مستعدة لقبولهم.
تعتقد إسرائيل أن لديها الحصانة لتفعل ما تريد، أينما تريد، ولمن تريد، وهذا ليس مجرد كلام، بل إنها تفعل ذلك. إن أهمية جلسة الاستماع التي ستعقد في 11 يناير في محكمة العدل الدولية لا يمكن أن تكون أكثر خطورة أو أكثر إلحاحًا.
لا يسعنا إلا أن نصلي ونأمل ألا تكون محكمة العدل الدولية أيضًا تحت تأثير إسرائيل مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وأستراليا والكثير من الدول الأخرى، وأن تقوم بعملها فقط. ف إذا قامت بعملها ووزنت جبل الأدلة أمامها بشكل عادل، فيجب عليها أن تحكم ضد إسرائيل وتعلن أن أفعالها هي إبادة جماعية.


