بعد أن قدّمت إسرائيل دفاعها، ماذا يجب أن يفعل قضاة المحكمة العدلية الآن؟
يناير ۱۲، ۲۰۲٤كان لي شرف عظيم أن أكون من بين 14 شخصًا فقط الذين سُمحوا لهم بالدخول إلى جلسة الاستماع الأخيرة في محكمة العدل الدولية وأن اشهد على الدفاع الذي سيقدّمه الفريق القانوني الإسرائيلي أمام قضاة محكمة العدل الدولية السبعة عشر في لاهاي اليوم . لتقديم ملخص موجز، قدّم المدافعون الثلاثة الأوائل، “تال بيكر”، و”مالكولم شو”، و”غاليت راغوان”، مخططًا يمكن التنبؤ به لعرض قضيتهم، أو بالأحرى “اللّف والدوران”، مستخدمين نفس السرد والقصص التي كانت إسرائيل تستخدمها للدفاع عن أفعالها. في الواقع، كان من المخيب للآمال للغاية الاستماع إلى هؤلاء المحامين وهم يقدمون “لا شيء جديد” كدليل، بل يستخدمون بدلاً من ذلك ادعاءات “حرق الأطفال”” و”الاغتصاب الجماعي والعنف الجنسي” و”الأنفاق تحت المستشفيات” و” “دروع بشرية” وبالطبع كان كل ذلك خطأ “حماس”، “فإسرائيل تفعل كل ما في وسعها للحد من الوفيات بين المدنيين والأضرار الجانبية” وتريد العيش في سلام ووئام مع الفلسطينيين!!! قائلين نفس القصص والأكاذيب التي فُضحت في جميع أنحاء وسائل الإعلام الرئيسية ووسائل التواصل الاجتماعي على مدى الشهور الماضية. وفي ختام دفاع إسرائيل، طلب نائب المدعي العام “جلعاد نعوم” من القضاة شطب الدعوى تمامًا، كما نتوقع منه أن يفعل. وقال وزير العدل في جنوب أفريقيا “رونالد لامولا”، متحدثًّا أمام المحكمة بعد انتهاء الجلسة، إن قضية إسرائيل لا تدعمها حقائق على الأرض، وقال إن المحامين “فشلوا في دحض قضية جنوب أفريقيا المقنعة”. ونفى أن تكون جنوب أفريقيا قد قللت من أهمية أحداث السابع أكتوبر، لكنه قال إن طبيعة الرد الإسرائيلي غير مبررة “مهما كان حجم التهديد”. ورفض عمار حجازي، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني، مزاعم إسرائيل ووصفها بأنها “أكاذيب مفضوحة بالفعل” وتفتقر إلى حجج قوية. إلا إذا كان القضاة السبعة عشر الجالسين على مقاعد محكمة العدل الدولية يعيشون في جزيرة مهجورة دون أي اتصال أو إمكانية الوصول إلى المعلومات، فلا بد أنهم حمقى، أو “خُدعوا” حتى يصدقوا خط الدفاع الذي قدمته إسرائيل. والأمر الآن متروك لهؤلاء القضاة الموقّرين للقيام بعملهم والتداول، والتحقيق في المعلومات المقدمة إليهم من كلا الجانبين، وإصدار قرار عادل! هذا كل ما نريده، الحقيقة والعدالة!
النص العربي:
دايزي: انتهت المداولات الإسرائيلية للتو. ولقد خرجت للتو. لقد كان لي عظيم الشرف أن أكون داخل محكمة العدل الدولية لأشهد على الدفاع الذي قدّمته إسرائيل. وما شهدته اليوم كان مداولات مخيبة للآمال. ما فعلوه هو تكرار نفس اللغة العامية، ونفس الحجة الحرفية التي تطلقها دولة إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول. وكرروا نفس الأكاذيب حول لماذا يملكون الحق في مواصلة عدوانهم على أهل غزة. إنهم يكررون قصة الأطفال، وادعاءات الاغتصاب، والأنفاق، والكثير من الأكاذيب الأخرى التي فُضحت على مدى الأشهر الثلاثة الماضية ويستخدمون ذلك كأساس للدليل على سبب احتفاظ إسرائيل بالحق في مواصلة قصفها لغزة. أنا لا أقول أن القضاة سوف يأخذون كل ذلك في الاعتبار. ما اتضح لي بعد ما شاهدته هو أن الأمر متروك للقضاة السبعة عشر الذين كانوا في اللجنة اليوم لمراجعة الأدلة بشكل كامل وشامل وليس مجرد تصديق الكلمات التي قالها كل من أعضاء الوفود، كل من جنوب أفريقيا وإسرائيل. والأمر متروك لهم، ونحن ندعوهم إلى تقييم الأدلة بشكل واضح وعادل وعدم قبول كلام المدافعين. لن أتطرق إلى كل ذلك، سترون كل شيء. لكنني فخورة جدًا لأنني تمكنت من الدخول اليوم. الاحتجاجات مستمرة ورائي وغدًا ستحدث مسيرة ضخمة في ميدان المتاحف. وأنا أدعو الناس في جميع أنحاء أمستردام وهذا البلد لحضور المسيرة والمطالبة بوقف إطلاق النار وفلسطين حرة وحرة. شكرًا.