إسرائيل تُصنّف الدولة النخبوية المنبوذة والأقبح!
مارس ۲٤، ۲۰۲٤هذا ملخص تحليلي ممتاز بقلم “ديفيد هيرست”، رئيس تحرير “ميدل إيست آي”، يوضح كيف أن حرب إسرائيل على غزة تجبر داعميها الغربيين على مواجهة الفظائع التي ترتكب في حملة وصفوها بأنها بدأت “فقط” قبل خمسة أشهر.
وهو يرى أن قضايا الإبادة الجماعية الجارية في محكمة العدل الدولية، وتآكل الإجماع اليهودي، والتوتر المتزايد بين مؤيدي إسرائيل، تشير مجتمعة إلى هزيمة استراتيجية لإسرائيل.
قال هيرست: “لقد اجتزنا نقطة اللاعودة. وبهذه الحرب، دخلت إسرائيل إلى مرتبة النخبة من الدول المنبوذة. إنها الآن أبشع الدول ومن المستحيل أن نغفر لها. ولا يمكن تبرير ما يحصل، ولا يمكن تفسير ما يحصل. فالعملية في غزة برمتها هي عمل وحشي”.
يجب مشاهدة هذا الفيديو ومشاركته
@middleeasteye
إذا كنتم تدافعون عن الحقيقة والعدالة، شاركوا هذا الفيديو لنشر المعرفة.
#FreeGaza #PalestineSolidarity #GazaGenocide #UNRWA #EndGenocide #Palestine #ICJJustice #ceasefirenow #FreePalestine #Interfaith #StandWithUs #Truth #Palestine #Gaza #Humanrights # Israel #فلسطين #اسرائیل #غزة #airdropaidforgaza #middleeast #egypt #truth #facts
النص العربي:
ديفيد هيرست: في الأسابيع التي أعقبت هجوم “حماس” على جنوب إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، جمع الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو من 20 دقيقة للفظائع التي تم تصويرها في ذلك اليوم، من كاميرات الجسد الخاصة بمقاتلي “حماس” ولقطات أخرى. ووزع الفيديو بعناية لصحفيين محددين، وللحكومات في جميع أنحاء العالم لتبرير الاستجابة التي كان الجيش يخطط لها. فينبغي ويمكن الآن تجميع شريط فيديو أطول بكثير يفَند جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بمعرفة وموافقة كاملة من ضباطها، وبدعم من معظم الإسرائيليين. فمقتل والدة “فيصل خالد” وهي حاملة مثال على ذلك.
فيصل خالد: أخرجوهم إلى الممر وأطلقوا النار عليهم أمامي.
ديفيد هيرست: بينما أطلق النار عليه في ممر منزل العائلة مع والده أمام عينيه. وهذا بإختصار عملية إعدام رجل عجوز يعاني من صعوبات في السمع والنطق، التي تفاخر بها جندي أمام وحدته. وسُمع أحدهم يقول له “كل الإحترام”.
إلى مذبحة “الدقيق” عندما فتحت وحدة، النار من دبابة على الحشود التي تهافتت على قافلة المساعدات.
والتعذيب الروتيني، والإعدامات، والسخرية وحال المحتجزين. والجنود الذين يحتقرون ما يعتقده بقية العالم، لكن العالم يراقب. فهذه الحرب تجبر داعمي إسرائيل على رؤية فظاعة الجرائم التي ارتكبت كاملةً في حملة وصفوها بـ “الحرب العادلة” قبل خمسة أشهر فقط. فدرجة الوحشية، والبهجة التي يظهرها الجنود، وهم يُمضون في عمليات القتل اليومية، وتجويع الفلسطينيين في غزة، ثم يُلقون منشورات باللغة العربية التي تطلب من سكان غزة إطعام المحتاجين، ويقتلون 400 شخص تجمعوا قرب الشاحنات، ثم يقولون إنهم سيغمرون غزة بالمساعدات.
فيصعب تجاهل كل هذا عندما تتوقف هذه الحرب، فالأمور وصلت إلى نقطة اللا عودة. فمع هذه الحرب، دخلت إسرائيل قائمة الدول المنبوذة، فإنها الآن أبشع القبيحين ومن المستحيل المسامحة و تبرير ما إرتُكب ولا وضعه في سياقه. فـ “الصهيونية الليبرالية” تناقض نفسها في المصطلحات حتى.
وسرعان ما أصبحت الدولة اليهودية رديفًا للتفوق اليهودي، الوريث الطبيعي للعنصريين البيض. فلقد جردوا سكان غزة من إنسانيتهم تمامًا، وقتلوهم بكل ازدراء. وشكلت هذه الأفعال نقطة تحول في مسار اليهود في العالم، والذين، تُرتكب هذه الجرائم باسمهم.
ويمكنكم رؤية هذا التحول في كلمات جوناثان غليزر، المخرج البريطاني لفيلم “منطقة الاهتمام”، عندما قال في خطاب قبوله لجائزة الأوسكار:
جوناثان جليزر: نحن الآن نقف هنا كرجال يدحضون “يهوديتهم” والهولوكوست الذي اختطفه احتلال أدى إلى مصرع الكثير من الأبرياء.
ديفيد هيرست: وقالت إميلي، وهي ناشطة يهودية وعضوة في حراك “نامود” البريطاني:
“أعتقد أن هناك تفكيراً هادئاً يحدث في مجتمعنا، ويمكن ملاحظته من خلال تزايد الأحداث. والحركة مستمرة في التوسع، وتزداد جماهرية أكثر فأكثر. فلم أكن على يقين من أنني سأرى فلسطين حرة.
إميلي: “أعتقد أنه من واجبي الجليل، ليس فقط كيهودية، ولكن كإنسان، أن أقف هنا وأطالب بوقف فوري لإطلاق النار وأن أظهر أن هذه المسيرات التي تُعد مكان غير آمن لليهود، يمشي فيها يهود.”
ديفيد هيرست: فإسرائيل والمدافعون عنها محقون عندما ينتابوهم الخوف مما يقوله لهم جيل جديد من اليهود الأمريكيين والبريطانيين. فعلى مدى العقود الثمانية الماضية، حكمت إسرائيل إجماعًا حول وجودها وهويتها وهدفها الذي كان أقوى من كل الأسلحة والمال والمهاجرين الذين تلقتهم الدولة.
فكلما أصبح هذا الإجماع أضعف، كلما فقدت إسرائيل نفوذها في مراكز القرار الغربية بشكل أسرع. وبالفعل، فالدعم اللامحدود لإسرائيل بدأ يتبدل مع محاولات الغرب نفسه الشرح لنفسه أنها (إسرائيل) قوة أخلاقية وقوة من أجل الخير في العالم. فبموجب التعريف الأخير للحكومة البريطانية للتطرف، ومن ضمن القيم البريطانية بطريقة ما، دعم حكومةٍ تنتهك اتفاقية الإبادة الجماعية، وتجوع السكان تحت الاحتلال وتقتل الأمهات والأطفال العزل عمدًا. ولكن من التطرف الاحتجاج على ذلك في شوارع لندن فهذه براءة اختراع غريبة الأطوار.
أضف إلى ذلك، إحجام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تبادل للأسرى، وهو ما وافق عليه مفاوضوه في محادثات باريس، واستمرار المذبحة المميتة في غزة له تأثير عميق على أولئك الذين دعموا واستمروا في تسليح إسرائيل.
فخلاف جو بايدن العميق مع نتنياهو خرج الآن إلى العلن. فأنا لا أعتقد، على الإطلاق، أن لدى بايدن تغيير جذري في وجدانه أو أن الحجاب قد سقط عن عينيه. وإن كان بايدن يواجه عواقب منح إسرائيل الضوء الأخضر لغزو غزة بعد هجوم “حماس” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، فإن هذه العواقب انتخابية بحت. فقد صُدم فريق بايدن بمدى التصويت والذي لم يلتزم خلاله مئات الآلاف من الناخبين في جميع أنحاء الولايات المتحدة بأي مرشح خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي يوم “الثلاثاء الكبير”، حيث كانت “الحركة” التي تحث الناخبين غير الملتزمين بمرشح على التصويت، تحتج على تعامل بايدن مع الحرب في غزة.
هناك الآن تحول واضح في اللهجة الأميركية. فقد قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ “تشاك شومر”، وهو أعلى مسؤول يهودي في الولايات المتحدة، إن دعم إسرائيل في جميع أنحاء العالم كان في أدنى مستوى تاريخي وأن إسرائيل لا يمكنها البقاء إذا أصبحت دولة منبوذة. فإن فقدان إسرائيل للرأي العام في الغرب، واستمرار قضية المحاكمة في محكمة العدل الدولية بشأن الإبادة الجماعية، وتآكل الإجماع اليهودي وتوتر داعمي إسرائيل، كل هذا يشير إلى هزيمة استراتيجية لإسرائيل. حتى ولو توقفت الحرب الآن، فإن الثمن الذي دفعته إسرائيل لإعادة احتلال غزة سيكون أعلى مما كان يمكن أن تتخيله قبل خمسة أشهر. فلم تدرك ذلك بعد، لكنها ستفعل.