مقابلة حصرية: طبيب فلسطيني شاب يجرؤ على الحلم باستعادة حياته
مايو ۱٤، ۲۰۲٤تواجه غزة نقصًا هائلًا في الكثير من المجالات، ولكن لا يوجد أكثر من الحاجة الماسة إلى أطباء مؤهلين ومدربين ومتخصصين للمساعدة في علاج الموتى والجرحى والمصابين بصدمات نفسية.
إننا نرى كل يوم ملايين الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى مساعدتنا، وهذا الشاب الدكتور محمد التلة هو واحد منهم. وقد حظيت بشرف إجراء مقابلة معه الأسبوع الماضي لمعرفة قصته وتحديد ما إذا كانت مساعدته هي الشيء الذي أردت القيام به ويجب علينا القيام به.
وفي النهاية كنت مصممًا على القيام بكل ما بوسعي لدعمه لأنه شخص مميز وسيكون قادرًا على مساعدة عدد كبير من سكان غزة إذا ساعدناه. لذلك قررت أن أشارك هذه المقابلة على أمل أن تدفعكم لمساعدتهم على تحقيق حلمه في مساعدة شعبه.
أطلق حملة GoFundMe لجمع 40 ألف جنيه إسترليني لإيصاله إلى المملكة المتحدة حيث ينتظره عرض غير مشروط لإكمال درجة الماجستير في علم الأعصاب في جامعة شيفيلد.
إنه ذكي ورائع ويستحق ذلك.
يرجى مشاهدة هذه المقابلة حتى النهاية، حتى تتمكنوا أنتم أيضًا من التعرف على الشخصية الهائلة لهذا الشاب وستكونون مقتنعين أيضًا بأنه يستحق استعادة حلمه.
رابط موقع GoFundMe الخاص به: URL: https://www.gofundme.com/f/support-dr-mohammeds-medical-mission-in-gaza
دعونا نفعل شيئًا رائعًا ونعيد الأمل للدكتور التلة.
شكرًا لك يا دكتور! أشكركم على جهودكم المتفانية لمساعدة شعبكم.
ليبارككم االرب.
@dr.mohammed_altalla
النص العربي:
دايزي: ما أنتم على وشك مشاهدته هو أمر مؤثر وحزين. ولكن في المجمل، إنه ملهمًا حقًا. في الأسبوع الماضي، حظيت بشرف إجراء مقابلة مع الشاب الدكتور محمد التلة، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 26 عامًا يخدم في الخطوط الأمامية في مستشفى الأقصى في قلب غزة. وقبل سبعة أشهر، وقبل أن تبدأ الحرب، كان هذا الشاب على وشك تحقيق أحلامه. ولكن عندما بدأت الحرب، تبخّرت أحلامه. والآن، يأمل أن بمساعدتنا، يمكنه استعادة أحلامه والمضي قدمًا في تحقيق ما وُعد به. مع عروض من جامعتي “شيفيلد” و”بريستول” في المملكة المتحدة حتى يتمكن من العودة ومواصلة خدمته لشعبه وخدمة الإنسانية. أتمنى أن ينال إعجابكم وتشاهدوا المقابلة حتى النهاية. شكرًا لكم.
د. محمد التلة: السلام عليكم.
دايزي: وعليكم السلام. ماذا يمكننا أن نقول لك ولجميع الناس في غزة غير أننا نأسف بشدة على ما مررتم به؟ يجب أن نفعل أكثر من ذلك بكثير لأنكم تدفعون ثمنًا باهظًا للغاية من أجل إنسانيتنا جميعًا، ومن أجلنا جميعًا.
د. محمد التلة: شكرًا جزيلًا. وأيضًا، نحن في غزة نقدر كل الجهود والجهود الشاقة التي يبذلها جميع السكان، وجميع الناس من جميع البلدان، ونحن نقدر هذه الجهود ونقدر الطلاب في الجامعات. العالم يعني كل شيء بالنسبة لنا. إنه يخلق الأمل في قلوبنا، ويجعلنا أقوياء لمواجهة تحديات هذه الكارثة التي نحملها هنا في غزة.
دايزي: هذا واجبنا، هذا واجبنا يا محمد. أنت في المنزل الآن، أنت في وسط غزة، أليس كذلك؟
د. محمد التلة: نعم هذا صحيح. أنا في منطقة تسمى مخيم المغازي، وهي تقع في المنطقة الوسطى، وهي مرتبطة بدير البلح. إنها في وسط قطاع غزة. أنا على سطح هذا المبنى لأحاول الاتصال بالإنترنت لأن لا يوجد إنترنت في غزة، لكننا نحاول الاتصال بالإنترنت باستخدام الشريحة الإلكترونية.
دايزي: ما هذا الصوت الذي نسمعه في الخلفية؟ ما هذا الضجيج؟
د. محمد التلة: نعم، هذا انفجار بعيد عنا.
دايزي: أريد فقط أن يحصل العالم على هذه الفرصة للتعرف عليك دكتور التلة.
د. محمد التلة: أود أن أعرف عن نفسي. أنا الدكتور محمد التلة من قطاع غزة، وخاصة من المنطقة الوسطى بغزة. أنا خريج جديد، لقد تخرجت في عام 2022. وبعد أن أنهيت تدريبي في عام 2023، حسنًا، في حزيران/يونيو من عام 2023. وبعد أن أنهيت تدريبي ودراستي، أصبحت مديرًا طبيًا لفريق مكوّن من 30 ممرضًا و10 استشاريين وخمسة أطباء واثنين من الصيادلة. في أيلول/سبتمبر 2023، حصلت على وظيفة معلم مساعد في كلية الطب هنا في غزة في جامعة الأزهر. ومنذ أن بدأت الحرب فقدت الوظيفتين السابقتين، وبدأت العمل التطوعي في مستشفى الأقصى الذي يقع في وسط غزة.
أصبح مستشفى الأقصى الآن أحد المستشفيين الرئيسيين في جميع أنحاء قطاع غزة، وأنا أعمل في قسم الجراحة. وأنشأت أيضًا بإنشاء ملجأين طبيين متطوعين للاجئين. وآخر واحد أنشأته منذ شهر تقريبًا وهذه هي حياتي. وأيضًا أذهب وأعود إلى المستشفى أو حتى من القسم الطبي مشيًا على الأقدام.
دايزي: كم من الوقت يستغرق منك الذهاب والعودة؟
د. محمد التلة: من بلدة المغازي إلى دير البلح إلى المستشفى يستغرق ساعتين سيرًا على الأقدام وأيضًا عندما أعود يستغرق الوقت نفسه. وأيضًا في صباح اليوم، أذهب إلى القسم الطبي، الموجود في النصيرات، ويستغرق الأمر ساعتين أخريين من المكان الذي أنا فيه. وفي هذه الحرب أرى مستقبلي يتدمر أمام عيني ولا أستطيع فعل أي شيء. كان لدي الكثير من الخطط والكثير من الأحلام التي سُبق وتدمّرت. أتمنى أن تنتهي الحرب وأعود لحياتي الطبيعية وأبدأ خططي وأحلامي من جديد.
دايزي: حسنًا، يا لها من قصة وكم عمرك؟ أعني أنك تبدو شابًا جدًا، وقد أنجزت الكثير.
د. محمد التلة: نعم أنجزت الكثير، ولكني شاب عمري 26 سنة.
دايزي: هذا أمر رائع جدًا. حفظك الله وحماك لأهل غزة الذين يحتاجون لمهارتك الطبية. نحن نعلم عدد الطواقم الطبية التي استهدُفت وقُتلت خلال هذه الحرب الفظيعة والمروعة. لقد أخبرتني أنك كنت متوجه إلى جامعة “شيفيلد” بالمملكة المتحدة لحضور دورة أو برنامج أو منحة دراسية. هل يمكنك أن تخبرنا عن ذلك؟
د. محمد التلة: تلقيت مؤخرًا عرضين غير مشروطين للحصول على درجة الماجستير من جامعة “شيفيلد”، الأول في علم الأعصاب والثاني في علوم القلب والأوعية الدموية. وتقدمت بطلب للحصول على منحة دراسية كبيرة، والتي ستكون منحة دراسية كاملة، وقد فاتني بسبب الحرب هنا في غزة. لذلك، سيبدأ برنامج الماجستير في أيلول/سبتمبر المقبل، وقد فاتني منحة دراسية كبيرة لذا لا أعرف ماذا عليّ أن أفعل، ولا أعرف كيف يمكنني الحصول على هذا التمويل لدعمي ولبدء هذا الماجستير في أيلول/سبتمبر المقبل.
هذا البرنامج أحد أحلامي. وآمل، أن أجد شخصًا أو منظمة يمكنها مساعدتي في هذا الماجستير لأن كما تعلمين هنا في غزة يوجد نقص في الطاقم الطبي، كما أن يوجد أيضًا نقصًا في الطاقم الأكاديمي الطبي. تعجبني الجراحة كثيرًا وأنا أعمل الآن في قسم الجراحة، لقد أجريت الكثير من العمليات الجراحية وأتمنى أن أجد من يساعدني لدراسة هذا الماجستير. وتلقيت أيضًا عرضًا غير مشروط من جامعة “بريستول” لعلوم القلب والأوعية الدموية. والآن لدي ثلاثة عروض غير مشروطة لدراسة هذا الماجستير. لذا، أتمنى أن أجد تمويلًا لهذا الماجيستر.
دايزي: فكيف يمكننا مساعدتك في ذلك؟ ما الذي تحتاجه منا حتى نتمكن من إخبار العالم، ولمساعدتك في الحصول على هذه الشهادة والذهاب إلى هناك؟
د. محمد التلة: نعم، خلال الأشهر الستة الماضية مع الحرب كنت مشغولًا للغاية في المستشفى، وليس لدي الوقت للتفكير في كيفية الحصول على تمويل. وبعد فترة طويلة من التفكير اتخذت قرارًا بإنشاء حملة على موقع GoFundMe لمساعدتي ولتمويل دراستي للماجستير. وكجزء من خطتي، ستذهب أموال هذه الحملة إلى اتجاهين رئيسيين. أول جزء سيذهب لتمويل هذه المنحة والثاني سيذهب لضحية. فأنا أخطط لإعطاء بعض هذه الأموال للضحايا هنا في مستشفى الأقصى، وخاصة الأشخاص التي تحتاج إلى السفر إلى الخارج للعلاج في الخارج لأن توجد حالات معقدة للغاية، وسبق وساعدت إحدى الضحايا. كانت طفلة، شابة ولديها إصابة معقدة في جمجمتها، وتحتاج إلى ترقيع جمجمتها، وحاولت تسهيل هذا السفر وحاولت إيجاد علاج لحالتها في الخارج.
دايزي: حسنًا، سنبذل قصارى جهدنا لمساعدتك. ومن المهم أن يتعرف عليك الناس وأن يعرفوا حقيقتك لأنني أعتقد أن الكثير من الناس خائفون. يطلب الكثير من الأشخاص الدعم من داخل غزة، ونحن جميعًا نريد مساعدة غزة، ولكن أعتقد أن من المهم جدًا بالنسبة لهم أن يعرفوا من أنت. أخبرني قليلًا عن عملك في المستشفى. كيف لا يزال مستشفى الأقصى يعمل؟ هل تضرر بشدة من الضربات الإسرائيلية؟
د. محمد التلة: منذ حوالي شهر قُصفت قاعة مستشفى الأقصى بشكل مباشر، ولا يمكن للكلمات أن تصف ما يحدث في مستشفى الأقصى. مستشفى الأقصى مزدحم للغاية، والمرضى يجلسون في ممر المستشفى. في الممر، نعم. وإنهم متمركزين بقربنا، لا توجد مسافة بين المرضى، كما توجد خيم داخل المستشفى. ويوجد لاجئون داخل المستشفى. لذا فالمكان مزدحم تمامًا ويوجد نقص في الطاقم الطبي والمعدات الطبية. ولهذا السبب قررت البقاء هنا لأن مات الكثير من الجراحين، والبعض سافروا والبعض انفقدوا. ولهذا السبب اتخذت قراري بالبقاء في المستشفى، ولم أغادره منذ بدء الحرب. نحاول إدارة هذه الظروف المنقذة للحياة، وأحيانًا نقوم ببعض العمليات، وبعض العمليات الرئيسة بدون تخدير، فقط باستخدام مسكنات الآلام، وهو ما يسمى التسكين. لذا فإن النظام الصحي هنا سيء للغاية. ولا توجد كلمات يمكن أن تصف الوضع. ويتألف فريق المناوبة في قسم الجراحة من خمسة أطباء في قسم الجراحة. كان اثنان منهم متدربين، طبيبين متدربين. كنت أنا وطبيب عام آخر وجراح استشاري آخر. هؤلاء هم أعضاء الفريق الجراحي في مناوبتي، خمسة أعضاء. يوجد نقص كامل.
دايزي: قبل بضعة أسابيع، مورست ضغوط دبلوماسية ودولية على إسرائيل للبدء في السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة. ومع ذلك، فقد رأيت مؤخرًا مقاطع فيديو اليوم لمئات الشاحنات، ومئات الشاحنات المحملة بالمساعدات يُخرجها الإسرائيليون ويدمّرونها. أريد أن أعرف إذا كانت المساعدات قد تغيّرت بالفعل. هل تتلقون المزيد من الغذاء، والمزيد من المياه، والمزيد من الإمدادات الطبية، والمزيد من المساعدات بينما تخبر إسرائيل العالم أنها تسمح لآلاف الشاحنات بالدخول إلى غزة الآن، ما هو الواقع بالنسبة لكم؟
د. محمد التلة: بالتأكيد لا. شاحنتان صغيرتان يمكن أن تدخلا إلى غزة، وبعضها كانت للتجارة وليس للمساعدات. وإذا شاهدتِ الفيديوهات بجانب معبر رفح في الجانب المصري، يمكنك أن تري آلاف الشاحنات، لا يُسمح لها بدخول غزة. لماذا؟ نحن نتعامل مع عدد كبير من المرضى وعدد كبير من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ولا نستطيع أن نفعل أي شيء لهؤلاء الأطفال. على الرغم من أن البالغون يشكون أيضًا من سوء التغذية. فأنا شخصيًا كان وزني 83 كغم قبل الحرب. والآن وزني أقل من 60 كغم. لذلك أنا شخصيًا أعاني من سوء تغذية. فماذا عن الأطفال؟ فكل يوم في الملجأ الطبي التي كنت أديره، أتعامل مع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. لذلك، لا تدخل جميع المساعدات إلى غزة، كما أن يوجد نقصًا في المواد الغذائية وأيضًا نقصًا في المياه الصحية. إذًا الحقائق والوقائع تقول إن ليس كل المساعدات تدخل إلى غزة.
دايزي: وأعتقد أن هذا أمر يجب أن يفهمه العالم، وخاصة القادة السياسيين الذين يستمعون إلى السلطات الإسرائيلية التي تدّعي أنها تسمح بمرور آلاف الشاحنات كل يوم.
دانييل هاغاري: في الأيام المقبلة، ستستمر زيادة حجم المساعدات المقدمة إلى غزة بشكل أكبر. من غذاء وماء وإمدادات طبية ومعدات المأوى وغيرها من المساعدات.
دايزي: ومع ذلك فإن الواقع على الأرض هو أنكم لم تروا بأنفسكم أي تغيير في الوضع.
د. محمد التلة: هذا صحيح نعم. وأيضًا أود أن أذكر شيئًا، بعض هذه المساعدات تصل إلى غزة وتكون منتهية الصلاحية وفي بعض هذه العلب نجد بداخلها ديدان.
دايزي: الديدان.
د. محمد التلة: إذًا، إنها منتهية الصلاحية.
دايزي: هذا تعذيب، وهذا فظيع. لذا أخبرني عن موقع GoFundMe. أريد فقط أن أعود إلى ذلك للحظة، لقد حددت هدفًا بمبلغ 40 ألف جنيه إسترليني، هل هذا صحيح؟
د. محمد التلة: هذا صحيح، نعم.
دايزي: وهذا سيساعدك على الوصول إلى المملكة المتحدة.
د. محمد التلة: نعم، ببساطة سوف يساعد. آمل أن يساعد ذلك وبالتأكيد سأعطي جزءًا من هذا التمويل لضحية كما ذكرت. نعم، أعتقد أنه سيكون مبلغًا جيدًا لبدء هذه الرحلة.
دايزي: ولقد كانت بدايتك جيدة. لذا نأمل أن نتمكن من تشجيع المزيد من الأشخاص على دعمك ونأمل أن نحقق حلمك، ولكن على الأقل نسهل حياتك قليلًا أيضًا، لأن يوجد الكثير من الأشخاص الرائعين حول العالم الذين يتوقون إلى المساعدة بأي طريقة يستطيعون. وأنا متأكد من أن رؤيتك تتحدث والاستماع إليك والاستماع إلى ما تفعله، وسيكون من المشجع جدًا أن ندعمك.
د. محمد التلة: أتمنى وآمل ذلك. قبل الحرب، كنت أعمل في وظيفتين، كمعلم مساعد ومدير طبي وكنت أتقاضى راتبين. وعملت أحلامي وخططي وفق هذا الراتب، وكان جيدًا جدًا. ومنذ أن بدأت الحرب فقدت هذه الوظائف وأنا الآن في العمل التطوعي. والعمل الذي قمت به ليس مدفوع الأجر، بل هو عمل تطوعي. ولهذا السبب دفعت نفسي لإنشاء هذا الصندوق.
دايزي: يجب أن تعود إلى المسار الصحيح. أعتقد أن العالم يجب أن يكون قادرًا على مساعدتك ودعمك.
د. محمد التلة: آمل ذلك.
ديزي: لأنك تساهم بشيء قيم للغاية للإنسانية ولشعب غزة. أخبرني كيف تشعر عندما ترى بلدك مدمرًا بهذه الطريقة.
د. محمد التلة: الأمر معقد للغاية لدرجة أنني لا أستطيع أن أصف ما أشعر به. كل يوم أعود من المستشفى أو حتى من الملجأ، أعاني من الاكتئاب ولم أحاول التعبير عن هذا الاكتئاب لعائلتي أو لأي شخص من حولي. وفعلًا عشت لحظات سيئة للغاية، حتى في المستشفى عندما أرى أن هؤلاء الناس فقدوا عائلاتهم. وترين طفلًا في المستشفى وهو الشخص الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة في جميع أفراد عائلته. لقد فقد جميع أفراد عائلته وماذا يمكنك أن تفعلي له؟ كيف سيعيش؟ ومن سيساعده؟ لا أعلم، أحاول إجبار نفسي على أن أكون وحدي، وفصل نفسي عن الآخرين.
وأحيانًا تكون الدموع في عيني، ولم أظهر هذه الدموع لأي شخص من حولي. لذا، الوضع هنا سيء للغاية وأحاول عدم التفكير فيما يحدث وفقط عندما أرى الدمار وحجم الدمار الذي حولنا، أو حتى أثناء مشواري كل يوم، لا أستطيع أن أتخيل كيف سيُعاد بناء المباني من جديد، وأين هي العائلات التي كانت موجودة داخل هذه المباني، فبعض العائلات ما زالت داخل هذه المباني المدمرة حتى الآن ولا يستطيع أحد إخراجها.
لا أستطيع أن أتخيل ولا أستطيع وصف الوضع هنا. أجبر نفسي على إخفاء هذه المشاعر دائمًا ولا أستطيع التعبير عنها. أنا فقط أعبر عن ذلك عندما أذهب إلى سريري للنوم أو أجبر نفسي على الذهاب إلى غرفة فارغة كهذه.
دايزي: إنه أمر مفجع، أستطيع أن أتخيل ذلك. لكن مرة أخرى، أقول إن الشجاعة التي لديك للاستمرار هي مصدر إلهام كبير لنا ونحن بحاجة إليك للاستمرار.
د. محمد التلة: لكن مع كل ذلك، أحاول خلق الأمل من خلال الابتسام، وقول كلمات بسيطة للآخرين. أحاول دائمًا أن أرسم البسمة على وجه كل شخص إذا كنت أعرفه أم لا. أعتقد أنه هذا شيء جيد وسيحدث فرقًا. ولهذا السبب أحاول الحفاظ على الابتسامة دائمًا على وجهي.
دايزي: يتعين على كل إنسان له روح وله قلب ويؤمن بالعدالة والإنسانية، أن يساعد الفلسطينيين حتى تتحرروا وتحصلوا على العدالة، وتتمكنوا من العيش بشكل مستقل حقًا وبشروطكم الخاصة. وأتمنى أن نرى ذلك في النتيجة النهائية.
د. محمد التلة: وأيضًا أنا أقدرك وأقدر دعمك، وأقدر أنك تبقين صوتي مسموعًا. وأنا أشكرك حقًا، وآمل أن تنتهي هذه الحرب قريبًا. لذا، شكرًا جزيلًا لك.
دايزي: شكرًا يا دكتور، شكرًا جزيلًا. هذا من دواعي سروري وحفظك الله.
د. محمد التلة: سأحاول أن أبذل قصارى جهدي إن شاء الله يا رب