هل سرب نتنياهو وثائق لتقويض مفاوضات وقف إطلاق النار؟
نوفمبر ۵، ۲۰۲٤
كشفت محكمة إسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي عن اعتقال جهاز المخابرات الإسرائيلي أربعة إسرائيليين، يعمل أحدهم في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهمة تسريب وتزوير وثائق سرية تتعلق بالحرب الدائرة على غزة. وتم نسب الوثائق الملفقة التي يزعم أن أحد مساعدي نتنياهو سربها زورًا إلى زعيم حماس الراحل يحيى السنوار. وتدحض هذه الوثائق الملفقة الأخيرة مزاعم الدعاية الإسرائيلية حول تعنت حماس المزعوم في مفاوضات وقف إطلاق النار طوال الحرب، وخاصة خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات خلال الصيف. وخلال تلك المفاوضات، أصر نتنياهو على أن إسرائيل يجب أن تحافظ على وجود عسكري دائم على طول ممر فيلادلفيا، وهو شريط من الأرض يحد غزة ومصر، لأنه زعم أن حماس تستخدمه لتهريب الأسلحة والإمدادات. وفي نفس الوقت تقريبًا، زعمت الوثائق المسربة زورًا أن ممر فيلادلفيا كان من المقرر أن تستخدمه حماس لتهريب الأسرى الإسرائيليين من غزة إلى جانب السنوار. وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن المشتبه به الرئيسي في قضية التسريب، إيلي فيلدشتاين، يعمل متحدثًا باسم مكتب نتنياهو. ونفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في البداية اعتقال أي من أعضائه في القضية، ثم أوضح لاحقًا أن فيلدشتاين ليس موظفًا رسميًا بل مقاولًا خاصًا يعمل مع نتنياهو منذ عام ونصف العام. وجاء التوضيح بعد أن أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى صور ومقاطع فيديو لفيلدشتاين وهو يرافق نتنياهو في اجتماعات الحكومة وفي زيارات ميدانية لمواقع عسكرية حساسة.
@Kahlissee @mondoweiss
النص العربي:
مراسل بي بي سي: هذه كانت وثائق سُلّمت إلى صحيفتين أوروبيتين. الأولى، “ذا جيويش كرونيكل” في لندن و”بيلد” في ألمانيا، وظهرت هذه الوثائق حوالي شهر أيلول/سبتمبر. وقد اعتُبرت أنها داعمة جدًا للسردية والموقف السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ولتوضيح السياق الذي حدث فيه كل هذا، في الأول من أيلول/سبتمبر، أُعلن عن مقتل ستة من الرهائن الذين احتجزتهم حماس في غزة، وحدث غضب واستنكار في هذا البلد ليس فقط بسبب القتل، بل أيضًا بسبب فشل الحكومة في إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن. وبعد ذلك بوقت قصير، بدأ رئيس الوزراء يقول إن توجد مخاوف، وأنه يوجد معلومات استخباراتية تفيد بأن الرهائن المتبقين يمكن أنهم هُرّبوا من غزة إلى مصر. وفي الخامس من أيلول/سبتمبر، نشرت صحيفة “ذا جيويش كرونيكل” تقريرًا للكاتبة “إيلين بيري”، قالت فيه إن وثائق استخباراتية سرية أكدت أن هذا جزء من الخطة. وفي اليوم التالي، أو بعده بيومين، نشرت “بيلد” تقريرًا مشابهًا. كان ذلك في السادس من أيلول/سبتمبر، وبدأ ذلك في تشكيل سردية حول فكرة أن عقد صفقة للرهائن لم يعد ممكنًا، واعتُبر في ذلك الوقت أن تلك التقارير كانت مفيدة جدًا لرئيس الوزراء، الذي ضخّمها. ثم ظهر أنه بعد ذلك بوقت قصير، بدأت تحقيقات لمعرفة كيف خرجت هذه الوثائق. وأدى ذلك إلى اعتقال رجل يدعى “إيلي فيلدشتاين”، وأُعلن عن ذلك بالأمس فقط. وكان إ”يلي فيلدشتاين” متحدثًا باسم مكتب رئيس الوزراء. كما اعتُقل ثلاثة أشخاص آخرين، لكن لم تُعلن أسماؤهم. وقد تبيّن، أو يُزعم، أن شخصًا من داخل مكتب رئيس الوزراء كان متورطًا في تسريب وثائق سرية، بعضها زُوّرت بالفعل للصحف الدولية لبناء قضية مفيدة لرئيس الوزراء. العائلات كانت غاضبة، وقالت إنه إذا كان هذا صحيحًا، فهذا يعني أنهم استخدموا كبيادق سياسية وتعرضوا لانتقادات واسعة بهدف إفشال صفقة وطرح أجندة السيد نتنياهو. والآن، زعم كثير من الناس، وقد كنت أتحدث قبل قليل مع أحد المعلقين البارزين هنا الذي يقول إنهم يعتقدون بشكل كبير بأن السيد نتنياهو لا يريد إبرام صفقة، لأن السلام، حال حدوثه، قد يجبره على مغادرة منصبه، وهو أمر يسعى لتجنبه بكل وضوح.