رسالة خاصة: اللبنانيون وحدهم قادرون على إنقاذ لبنان!
نوفمبر ۷، ۲۰۲٤
لبنان على المحك!
لقد لجأ كثيرون إلى “قوى خارجية” لإنقاذ لبنان. والأسوأ من ذلك أن البعض خدعهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما أعلن “مساعدة” الشعب اللبناني بمهاجمة حزب الله. والأمر الأكثر فظاعة هو أن بعض اللبنانيين وقعوا في الفخ !
ألم نشهد الدمار الذي أحدثته إسرائيل، ليس الآن فقط، بل وتاريخيًا للبنان؟! لن يأتي خلاص لبنان إلا من خلال اللبنانيين، يجب أن نجلس إلى طاولة المفاوضات ونحل خلافاتنا.
لا يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة أو إسرائيل أو إيران أو السعودية أو أي قوة خارجية.
دعونا نتجاوز خلافاتنا ونتحد كأمة واحدة!
شاركوا هذا الفيديو على أوسع نطاق!
النص العربي:
ديزي جدعون: مصير لبنان غير معروف الآن. إما أن نصبح مثل غزة أو سيتم إنقاذنا، ولن يأتي الإنقاذ من قوة خارجية، بل من اللبنانيين أنفسهم وهم يفعلون ما لم يفعلوه من قبل. سأوضح الأمر. أكبر مخاوفي بشأن التدهور السريع في لبنان ليس من إسرائيل. أكبر مخاوفي هو من العناصر المزعزعة للاستقرار داخل لبنان، الذين يتواطؤون مع إسرائيل تحت وهم أن التحالف مع هذا العدو سيؤدي إلى القضاء على حزب الله وتحرير لبنان. لقد سمعت هذا الحديث وهذه المناقشة ووجهة النظر هذه مرارًا وتكرارًا منذ أن بدأت إسرائيل تقصف لبنان بشراسة، منذ هجومها الأخير على حزب الله قبل أكثر من شهر، ومنذ أن بدأت في استهداف قيادة حزب الله، بما في ذلك نصر الله ومن يأتي بعده. لأكون واضحة، أنا لا أؤيد وجود حزب الله كميليشيا مسلحة داخل الحدود السيادية للبنان. فهذه مسؤولية القوات المسلحة اللبنانية وحدها، فهي المدافع الوحيد عن لبنان وأرضه وحدوده وضد أي تهديد خارجي. يجب أن تكون القوات المسلحة اللبنانية هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن هذه المهام. ما يقلقني هو أن بعض اللبنانيين قد ابتلعوا الكذبة وصدقوا ما روجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر الإعلام، مدعيًا أن إسرائيل ستأتي لتطهير لبنان من العناصر المتطرفة التابعة لحزب الله وإيران، لإعادة لبنان إلى اللبنانيين كي نتولى إدارة بلدنا ونؤسس حكومة ونتقدم كدولة ديمقراطية. أطلب من أي شخص استمع إلى هذا الكلام وصدقه أن ينظر إلى مسار الدمار الذي وضعته إسرائيل أمامنا تحت زعم تدمير حزب الله وإزالة النفوذ الإيراني من لبنان، الذي دمّرته وما زالت تدمره. قواتها تدخل القرى في جنوب لبنان وتفجر المباني في القرى المسيحية اللبنانية وكذلك في القرى المسلمة، وتدمر الكنائس وأي بنى أخرى تجدها أمامها. إنهم يقصفون بيروت بلا هوادة، لقد وصلوا إلى الشمال وامتدوا إلى الجنوب، ولا يتركون أي منطقة دون استهداف. وإذا استمعتم إلى الرواية التي يروج لها نتنياهو ودانييل هاغاري، فإنهم ينشرون أكاذيب تدعي أن تحت جدران مستشفى الساحل توجد “مغارة علي بابا” أو كنز من الذهب والثروات الهائلة التي سرقها حزب الله من الشعب اللبناني، وأن إسرائيل ستدمر مستشفى الساحل لإعادة هذه الثروات إلى اللبنانيين. يجب أن تفهموا أن كل هذا ليس إلا أكاذيب ومعلومات مضللة، إنها لعبة تمارسها إسرائيل على مستوى دولي، لأن تصريحاتهم هي الوحيدة التي تنقلها وسائل الإعلام الدولية، بينما لا تعكس وجهة النظر الأخرى. الإعلام لا ينقل الجانب الآخر من القصة. هذه الأفكار تُزرع في عقول الناس وتؤدي إلى غسل أدمغتهم حول العالم، لكننا أذكى من أن نقع في هذا الفخ. نحن نعرف لعبتهم، ويجب أن نفهم، ولا نكون جاهلين أو ساذجين، أو يائسين لدرجة تجعلنا نريد أن نصدق أن إسرائيل ستأتي لإنقاذ لبنان. ألم نتعلم من الماضي؟ ألم نتعلم من بشير الجميل، الذي اغتيل في عام 1982 بعد أن أبرم صفقة مع إسرائيل ووصل إلى السلطة؟ لكنه ما إن استدار ورفض مطالبهم، وقال لهم لا، أنا رئيس لكل لبنان، لكل الشعب اللبناني، بما في ذلك المسلمين والدروز والشيعة، لأنهم أرادوا منه أن يدافع فقط عن المسيحيين ويقصي المسلمين من لبنان، وخاصة الشيعة. ولكن ما إن صرح بموقفه حتى قتلوه في غضون أيام، لقد مات. لقد فعلوا ذلك في مناسبات عدّة، وكذلك فعل السوريون. والآن نريد أن نذكّر سمير جعجع، قائد القوات اللبنانية، بمقابلة أجريناها في عام 2017 عندما جلسنا لإجراء نقاش مفتوح وعميق، كنت ممتنة له جدًا. وسألت جعجع، الدكتور جعجع، ماذا عن رفيق الحريري؟ عندما أصبح رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان بعد الحرب، وكانت سوريا تسيطر على البلاد، وكان الاحتلال السوري قائمًا. ماذا قلت له؟ سأقرأ لكم الكلمات التي قالها جعجع حرفيًا. قال إن رفيق الحريري كان يقول له: “انظر، سمير، يوجد 30 ألف جندي سوري، لا يمكننا فعل أي شيء. دعنا نستغل هذا الوقت للقيام ببعض المشاريع التنموية في البلاد، لأن لا يمكننا أن نفعل شيء بوجودهم هنا”. فأجاب جعجع الحريري قائلًا: “وجهة نظري هي أن السياسة تأتي قبل الحرب. إذا كانت السياسة غير جيدة، فلن نستطيع تحقيق أي تنمية. لا تنم مع الشيطان، لأنك لا تعرف متى سيقتلك. وأضاف سمير جعجع إنه بعد 11 عامًا من السجن، خرجت من المعتقل لكن للأسف كان الشيطان قد قتله”. فسؤالي ورسالتِي إلى جميع اللبنانيين الذين يعتقدون أن إسرائيل تفعل لنا خدمة من خلال القضاء على حزب الله، وأنهم سيغادرون بعد ذلك. أنتم مخطئون، فهم لا يختلفون عن الشيطان السوري الذي دمر بلدنا وخلق البيئة التي نعاني منها الآن، بما في ذلك الكارثة الاقتصادية والفساد الذي أصبح متفشيًا في جميع مستويات مجتمعنا. نعم، كان لحزب الله دور يلعبه، ولكن كذلك كان لقادة جميع الأحزاب السياسية، بما في ذلك ميشال عون، ووليد جنبلاط، ورفيق الحريري، ثم سعد الحريري، والسيد حسن نصر الله، ونبيه بري، وجميع الذين تعاونوا معهم، وجميع الحكومات التي كانت في السلطة منذ عام 1992. لقد كانوا جميعًا معنيين، جميع الوزراء، وجميع القادة، والكثير من الأشخاص في المؤسسات والوزارات. ما الذي نفعله؟ لماذا نكرر نفس أخطاء الماضي؟ حان الوقت الآن لكي يجتمع كل عضو في البرلمان اللبناني، الـ128 نائبًا، ويدعون النواب من الجانب الشيعي، حزب الله وأمل وآخرين، ويقولون لهم، تعالوا يا إخوتي، أنتم أبناء وطني. تعالوا واجلسوا معنا لنشكل حكومة موحدة، ونتبنى موقفًا موحدًا، وننهي التدخل الخارجي في بلدنا. نحن بحاجة الآن إلى إدخال حزب الله في الحوار. يجب أن ننهي هذا الانقسام وهذه الأيديولوجية، وهذا الإطار الذهني الذي فرق بيننا وجعل اللبنانيين متباعدين منذ الاستقلال. إن النخبوية بين مجموعاتنا الدينية المختلفة، وخاصة الموارنة، هي المسؤولة عن الوضع الذي نحن فيه اليوم. يجب ترك الدين جانبًا وأن تكون السياسة هي الرائدة، ويجب أن نضع قبعاتنا السياسية ونجتمع كقادة سياسيين حقيقيين للبنان. علينا أن نفهم أن الصفقة يجب أن تُعقد بيننا على الطاولة، وليس مع إيران أو إسرائيل أو أمريكا أو فرنسا أو السعودية، أو أي طرف خارجي. هذه مسؤولية لبنان لحلها، ولا نحتاج إلى أي قوة خارجية أو طرف لحل مشاكلنا. نحن بحاجة إلى التفاهم ونحتاج إلى رؤية واضحة لما نريد، لأن لا أحد سيغادر. لا يوجد لبنان بدون الشيعة، وبدون السنة والدروز والموارنة والأرثوذكس والأرمن والكاثوليك. كل شخص هو جزء من لبنان، وهذه هي نعمتنا الفريدة. نحن نحب بعضنا البعض، ونعيش معًا كجيران صالحين ومخلصين لوطننا. لذا يجب على شعبنا أن يطالب قادته بأن يجتمعوا أخيرًا ويعملوا معًا لحل مشاكلنا. إذا لم نفعل ذلك، فسوف نعاني من ويلات الاحتلال الإسرائيلي. إسرائيل التي تصف لبنان الآن بأنه كيان وليس أمة. هي لا تعتبرنا أمة، لأنها تشير إلى أن حدودنا ليست مقدسة، بل قابلة للتغيير، وتريد أن تتحكم في حدودنا وتأخذ أراضينا وتوسع نفوذها. فالجميع يعرف ذلك. هل سنفقد قُرانا في الجنوب، وأراضينا في البقاع، وبيروت، وبحمدون؟ إنهم يريدون كل لبنان، مياهنا وجبالنا وأرزنا. لبنان هو للبنانيين، وأنا أعلم أن إرادة اللبنانيين في الشتات وفي لبنان هي أننا يجب أن نتحد ونجتمع ونتجاوز خلافاتنا، وندعو إخواننا في حزب الله وأمل للجلوس معًا وحل مشاكلنا وتوحيد بلدنا وإنقاذ لبنان.