تحذّر الدكتورة عشراوي على قناة الـ”سي إن إن” حكومات العالم
نوفمبر ۳، ۲۰۲۳
حنان عشراوي، واحدة من أكثر السياسيين الفلسطينيين احتراما ومفاوضي السلام، والتي كنت أتابعها وأعدت تقارير عنها عندما كنت أغطي أزمة الشرق الأوسط في التسعينيات، تنتقد رد فعل إسرائيل الوحشي على هجمات حماس في السابع من أكتوبر خلال مقابلتها مع “”كريستيان أمانبور””، مراسلة “”سي إن إن””، مراسلة سابقة في الشرق الأوسط ومذيعة تلفزيونية.
وتكشف الدكتورة عشراوي كيف أسقطت إسرائيل أكثر من 18 ألف طن من المتفجرات على غزة منذ بداية الحرب، وهي أكبر من القوة التي أسقطتها على هيروشيما التي أنهت الحرب العالمية الثانية.
وشككت “”أمانبور”” في تعليق الدكتورة عشراوي بأن إسرائيل تستهدف عمدًا مواقع مدنية مثل مخيم جباليا للاجئين في غزة، وأن الإدارة الأمريكية تحذرها من استخدام كافة التدابير لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين. وردت الدكتورة عشراوي محذرة جميع زعماء العالم والدول الداعمة للهجوم الإسرائيلي المتواصل على توخي الحذر الشديد لأنهم سيعتبرون متواطئين مع إسرائيل في عملية الإبادة الجماعية التي يشهدها مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
شاهدوا المقابلة الكاملة وشاركوها واكتبوا آرائكم عنها.
النص العربي:
(مراسلة سي إن إن) تنضم إليّ الآن من رام الله في الضفة الغربية المحتلة، السياسية الفلسطينية ومفاوضة سلام حنان عشراوي. حن عشراوي، أهلًا بك في برنامجنا. فهل يمكنني أن أطلب منك أولًا التعليق على الأخبار التي تغمر وسائل التواصل الاجتماعي بالصور الرهيبة وما سمعناه من طبيب في غزة قريب من مخيم جباليا؟
(حنان عشراوي) نعم، هذا مفجع للغاية. إنه أمر غير معقول. انفجرت ست قنابل ضخمة على مخيم للاجئين في مخيم اللاجئين الأكثر كثافة سكانية والمنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم. ولم يعرف بعد عدد القتلى. بعض الناس يقولون، كما تعلمون، 400، 500 وهكذا. لكن لا يمكنك معرفة ذلك لأن المباني العديدة قد تحولت إلى أنقاض. دُمّر شارع كامل من المباني المتجاورة.
الناس يبحثون عنهم. يبحث الناس عن جثث يخرج منها فقط أجزاء وأذرع وما إلى ذلك، أطفال ونساء. هؤلاء كانوا في منازلهم وتعرضوا للقصف بوحشية شديدة، وبشكل متعمد، وبشكل منهجي. لقد فجرت إسرائيل حتى الآن 18 ألف طن من المتفجرات على غزة، وهذا أكثر من قنبلة هيروشيما.
إذًا ما يحدث الآن هو مجرد تصعيد آخر ومذبحة وحشية وإبادة جماعية مستمرة، والعالم كله يشهدها ولا يستطيع فعل أي شيء حيالها لأن إسرائيل هي الفاعلة. وهي تجربة مؤلمة ضخمة لجميع الفلسطينيين لأنها تذكرنا إلى حد كبير بالنكبة، بالكارثة التي حلت بالفلسطينيين عند تأسيس إسرائيل، نتيجة لسلسلة من المجازر والسلب والطرد.
(مراسلة سي إن إن) حنان، لقد قلت عمدًا، لقد قال الإسرائيليين بشكل قاطع إنهم يبذلون قصارى جهدهم لملاحقة الأهداف العسكرية. وقد حثتهم الولايات المتحدة علنًا مرارًا وتكرارًا على الالتزام بالقانون الدولي. وقد سمعت للتو، قبل ظهور الأخبار بشكل عام في الكابيتول هيل، طُرح أسئلة على لويد أوستن، لقد سمعته يقول إن هذه العمليات يجب أن تتم بعناية، لأنها ستتسبب في أجيال من ردود الفعل السلبية، وأجيال من التطرف، والمرارة ضد إسرائيل وأي شخص آخر. هل يمكنك التحدث عن ذلك؟
(حنان عشراوي) نعم بالتأكيد. لأنه عندما تحدث عن “نحن”، نحن علينا أن نكون حذرين بشأن ما نقوم به والانتباه، عندما تستخدم ضمير المتكلم، بصيغة الجمع، بالطبع، أنت متواطئ مع إسرائيل التي ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. لذا، عليك أن تكون حذرًا جدًا في كيفية تقديم المشورة، وإرسال الأموال، وإرسال الأسلحة، والشراكة مع إسرائيل في هذه الجريمة.
لذا، نعم، أعتقد أن ما حدث للفلسطينيين في 1947-1948 لا يزال يُذكر في الذاكرة الجماعية والفردية لكل فلسطيني، المجازر لا تُنسى، دار ياسين، كفر قاسم، طنطورة، نتذكر الـ 500 قرية التي تم تدميرها وتطهيرها عرقياً وما إلى ذلك. نحن جميعًا نتذكرها. لذلك، في الذاكرة الجماعية للفلسطينيين تحت الاحتلال أو في المنفى أو في ظل الفصل العنصري الإسرائيلي، نتذكر جميعًا.
ولهذا السبب، عندما أتيحت لإسرائيل فرصة تحقيق السلام، كان عليها أن تكون ممتنة للغاية لأن الفلسطينيين مدوا أيديهم لتحقيق السلام. لكن بدلًا من ذلك، استمروا في التطهير العرقي، وواصلوا مصادرة الأراضي، وبناء المزيد من المستوطنات، وإيذاء الفلسطينيين بكل الطرق الممكنة مع الإفلات الكامل من العقاب. والآن مع ما يحدث في غزة، فإن الأمر مروع للغاية، وغير قابل للتصديق، وغير معقول للغاية، بحيث كل فلسطيني، وليس فقط فلسطيني، كل شخص لديه ذرة من الإنسانية، حتى النخاع مصدوم للغاية.
نحن نرى مئات الآلاف من الأشخاص يحتجون ويسيرون في الدول الغربية وفي كل مكان في العالم لأن الجميع يرون ما تفعله إسرائيل، لا تستهدف الأفراد أو تستهدف القادة، بل تذبح الفلسطينيين بشكل جماعي بشكل يهدف فقط إلى قتل العائلات والنساء والأطفال، وقد رأينا ذلك، ما يقرب من 9000 فلسطيني الآن قتلتهم إسرائيل، 3500 منهم أطفال ورضع وصغار و2700 امرأة.
هل هؤلاء مقاتلون، هل هؤلاء قادة حماس؟ هذا لا يصدق. ومع ذلك فهي لا تزال مستمرة. لذلك أنا أقول إنه إذا كنت تصدقون النسخة الإسرائيلية من الواقع، فقد فقدتم الاتصال بالواقع. إن إسرائيل تفعل ذلك على مرأى من الجميع، ويجب أن تتوقف. إن الإفلات من العقاب والشراكة مع الغرب هي التي لا تزال تتعامل مع إسرائيل كأنها تحت حمايتها، وكامتداد لقواها الاستعمارية، وكامتداد لاستعمارها، ولسيادة البيض.
وهذا ما شجع إسرائيل، وهذا ما دفع إسرائيل إلى الاعتقاد بأنها تستطيع أن تفعل ما تريد بالفلسطينيين وتفلت من العقاب. والآن انظروا إلى ما تفعله أيضًا بالضفة الغربية.
(مراسلة سي إن إن) كنت سأتطرق إلى هذا الموضوع حنان. كنت سأتطرق إلى ذلك. لكن أولًا، ولكي نكون واضحين بشأن لويد أوستن، كان يتحدث في الواقع عن التدخل الأمريكي في العراق وأماكن أخرى وعن ردود الأفعال العكسية. هذا فقط للتوضيح عما كان يدور حديثه القصير.
(حنان عشراوي) لكنها متورطة بالتأكيد يا كريستيان.
.
(مراسلة سي إن إن) لكني أوضح فقط. أنا فقط أوضح. وأنا أفهم ما تقوليه. أنا فقط أوضح. ولكنني أريد مواصلة الحديث عن الضفة الغربية، لأن الرئيس بايدن قال أيضًا للحكومة الإسرائيلية إن عليها أن تكون حذرة مما يحدث في الضفة الغربية.
لذا، أريد أن أعرف منك، لأنه قال إن عنف المستوطنين يجب أن يتوقف ويجب محاسبة الناس. وكذلك فعل مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان. إذن ما هو الوضع هناك؟ نحن نعلم أن هناك ارتفاعًا طفيفًا في وفيات الفلسطينيين وهجمات المستوطنين منذ السابع من تشرين الأول.
(حنان عشراوي) نعم، حسنًا، منذ السابع من تشرين الأول، قتلوا 125 فلسطينيًا وجرحوا أكثر من 1500 وأكثر.
وهم مستمرين بذلك والمستوطنين والجيش يقومون به على حد سواء. ووقعت عمليات اجتياحات وتفجيرات وقصف في مخيمات اللاجئين أيضًا في الضفة الغربية. لكن ما يحدث هنا هو أنه مع هذه الحكومة، أعني، اسمعي، طوال الوقت، كانت إسرائيل تسرق الأراضي بشكل منهجي، وتبني المزيد من المستوطنات، وتهدم منازل الفلسطينيين، وتقتل الفلسطينيين يوميًا بعمليات إعدام خارج نطاق القضاء في الضفة الغربية.
ولكن الآن مع هذه الحكومة الفاشية الأخيرة التي جلبت فيها رؤساء البنوك والثروات الصغيرة في هذا العالم، الذين لا يُعرفون بأنهم مجرد مستوطنين، بل كإرهابيين داخل النظام الإسرائيلي، فقد أصبحوا الآن صناع قرار. إنهم يسلحون المستوطنين، ويطلقونهم على الفلسطينيين. الآن لدينا موسم قطف الزيتون وهم يتجولون ويطلقون النار على الناس وهم يقطفون محصولهم.
إنهم يسرقون محصول الزيتون ويدمرون أشجار الزيتون. إنهم يحرقون منازل الناس. أعني أنهم يرهبون الجميع ويفلتون من العقاب لأن المستوطن لا يُحاسب أبدًا. إذًا، عندما يكون لديك حالة من الفوضى والإفلات من العقاب في دولة ما، فإنك تستوعبها داخليًا، ويصبح لديك حالة من الفوضى والإفلات من العقاب داخل تلك الدولة. وتشهد الضفة الغربية برنامج ضم وتطهير عرقي خطير، والذي يجب أن يتوقف على الفور.
(مراسلة سي إن إن) هل يمكننى أن أسألك شيئا؟ لقد قُتل 1400 إسرائيلي في السابع من تشرين الأول، وتبين أن كل هذه الاستطلاعات تظهر أن الفلسطينيين في غزة، في الواقع، لا ينتمون إلى حماس، وأغلبهم على أي حال. ولا أعرف ما هو الوضع في الضفة الغربية، ولكن ما هو الخيار الآخر غير هزيمة حماس، التي تتعارض مع أجندتكم السياسية ضد الأجندة السياسية للسلطات الفلسطينية المعترف بها والتي لم تفعل أي شيء لشعب فلسطين. ما هو البديل برأيك؟
(حنان عشراوي) حسنًا، أعتقد أنه كان لدينا خطة سلام نشطة، وكان لدينا التزام دولي للحد من الانتهاكات الإسرائيلية والعنف الإسرائيلي وما إلى ذلك، فهذه هي الطريقة الوحيدة، ليس فقط لكبح جماح حماس، ولكن لتحقيق منطق السلام والتعايش. وبدلا من ذلك، كما قلت، سُمح لإسرائيل بالاستمرار في الإفلات من العقاب وممارسة العنف.
تعلمين أن غزة تعرضت للقصف خمس مرات قبل هذه الأحداث الأخيرة. قصف غزة ليس انتقام. لقد قتلوا الآلاف من قبل. غزة عبارة عن سجن ضخم. والآن، أصبحوا محتجزين بلا طعام، وبلا ماء، وبلا دواء، وبلا وقود، وبلا أي شيء. هذه جرائم جسيمة يُسمح بحدوثها. لذا، إذا واصلنا بفعل المزيد الممارسات نفسها، فسوف تحصلين على المزيد من هذه الممارسات.
سينشأ المزيد من الكره، والمزيد من الغضب، والعدائية، والمزيد من الانتقام. الطريقة الوحيدة التي يمكن لإسرائيل أن تتمتع بأي نوع من الأمن هي أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم. هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة وخارجها. ولكن طالما أن إسرائيل تتصرف دون أي قيود ومساءلة وبوحشية كاملة في تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وشيطنتهم، وتظن بأنها تستطيع أن تفعل بهم أي شيء تريده وتفلت من العقاب، فلن يحل سلام.
لذا عليهم أن يفهموا، ويتصدوا للقضايا الأساسية، ويتصدوا للاحتلال نفسه، ولنظام الفصل العنصري، ويفهموا أن الفلسطينيين لديهم حقوق متساوية، وأن الفلسطينيين لهم الحق في حريتهم، وكرامتهم، والسيادة على أرضهم، وعندها سيحل السلام. لكن طالما أنك تعتقدين أن بإمكانك الاستمرار في القتل والمذبحة وإطلاق النار والتدمير، فهل ستعيشين بسلام؟ أبدًا.
هذا هو النهج الخاطئ للقيام بذلك. هذه طريقة أكيدة حدوث المزيد من المجازر وسفك الدماء.
(مراسلة سي إن إن) حنان عشراوي، شكرًا جزيلًا لانضمامك إلينا.